الجمعة، 4 أبريل 2014

Philomena

كتب : محمد المصري

التقييم : 3/5

بطولة : جودي دينش ، ستيف كوغان
إخراج : ستيفن فريرز (2013)

هناك شيء لم أفهمه منذ طرح البوستر الرسمي لهذا الفيلم ، وهو لماذا تبدو جودي دينش مبتسمة بهذا القدر ؟ ولماذا تبدو الألوان على الملصَق مُبهجة مع إضافات رسومية باليَد ؟ ، في فيلمٍ يحكي عن عجوزٍ تبحث عن ابنها الذي أُخِذَ منها قبل خمسين عاماً ، كان هذا المُلْصَق غريباً جداً.

لاحقاً ، عند مشاهدة الفيلم ، وعند قراءة حوار مع مخرجه البريطاني الكبير ستيفن فريرز أدركت أن ما جذبه حقاً للقصة هو أنه "فيلم طريق"Road Movie  بصورة غير اعتيادية ، بين امرأة في السبعين وصحفي في الخمسين يبحث معها عن ابنها ، وعن العاطفة التي تنشأ بينهما ، فتبدو - بصورةٍ أو بأخرى - وجدت ابناً.

المشكلة أن هذا لا يصلنا ، منذ أول ثانية في العمل يكون اهتمامنا منصباً على الابن الغائب وليس الرحلة ، يزيد من ذلك الشعور أننا لا نرتبط بأي صورة مع شخصية الصحفي مارتن سيكسميث ، يحاول فريرز إلقاء الضوء على حياته حصراً في افتتاحية العمل ، ولكنه يذوب بعد ذلك تماماً تحت سطوة فيلومينا وقصتها على الفيلم ، فلا تبدو الرحلة أو العلاقة ذاتها مهمة بنفس القدر الذي عوّل عليه فريرز ، خصوصاً مع مقدار من الافتعال شعرته في محاولة الرجل إضفاء أبعاداً شاعرية في علاقة كانت مَنْفعيَّة تماماً منذ البداية.

ولذلك، تحديداً ، فإن "التون" الإخراجي الذي تعامل به  "فريرز" مع حكايته لم يكن مناسباً ، يطبعها بالكثير من الخفة – وهو ما يفسر أمر البوستر مثلاً ! - دون أن تكون القصة نفسها مُحتملة لذلك ، يقول أن "القصة مأساوية وكوميدية في نفس الوقت" ، وشخصياً لم أرَ أي جانبٍ كوميديٍ في الحكاية الأصلية يدفعه لرؤية ذلك ، فهي – مهما حاول "فريرز" - حكاية عن البحث عن الابن والتسامح مع الماضي ، وليست في إيجاد ابنٍ خمسينيٍ للمستقبل !

الجانب الأخير الذي أزعجني بشدة في بناء العمل هو "لماذا تحدث هذا الحكاية الآن وليس طوال خمسين عاماً ؟"، المبرر الذي يلقى بشكل عابر في جملتين لـ"فيلومينا" حول أنها "كانت تشعر بالخطيئة"، أو بدء الرحلة كاملة بكشفها عن سرها لابنتها لأنه "أكمل الخمسين اليوم" لم يكن مُقنعاً بأي صورة في ظل أنها تذكرته "كل يوم فيهم" مثلما تقول ، خصوصاً إذا أضفنا لذلك السرعة التي تم بها أيضاً التعبير عن دوافع شخصية "سيكسميث" ، الهشة و المنطفئة أصلاً منذ بداية العمل .

جودي دينش و أليكساندر ديسبلا فقط ينقذان هذا الفيلم ، مع إخراج وصورة سينمائية رَتيبة وتقليدية جداً من "فريرز" فإن أداء "دينش" حافظ ، وحده في الكثير من الأحيان ، على الشعرة التي فشل النص في السير عليها : أن يكون ما يحدث ثقيلاً جداً ولكننا نتعامل معه بروحٍ خفيفة لأن الكثير من الوقت قد مر ، ساعدها في ذلك موسيقى "أليكساندر ديسبلا" ، التي منحت الفيلم بعضاً من الروح التي أرادها "فريرز" منذ البداية ، وكانت –ربما - موسيقى العام المفضلة بالنسبة لي .


0 التعليقات :

إرسال تعليق

Flag Counter