كتب : محمد السجيني
التقييم : 4.5/5
بطولة : كايرا نايتلي ، جيمس ماكفوي ، سيرشه رونان
إخراج : جو رايت (2007)
تدور أحداث الفيلم
قبل الحرب العالمية الثانية ، بريوني تاليس فتاة تبلغ الثالثة عشرة من العمر ، تنتمي
إلى عائلة غنية وتتمتع بمخيّلة واسعة تفجرها من خلال كتابة مسرحيات وكانت تتمنى أن
يشاركها أقرباؤها فيها بدلاً من الذهاب إلى السباحة في البحيرة ، لكن عندما تشاهد
بالصُدفة في نهار صيفيّ أختها سيسيليا بين أحضان روبي ابن الخادم تنقلها
مخيّلتها إلى مشهد آخر فتتصوّر أحداثًا في ذلك النهار عواقبها وخيمة .
الفيلم الثاني في
مسيرة البريطاني الموهوب جو رايت بعد رائعته Pride and Prejudice هو فيلم عظيم ، يثبت
ان هذا البريطاني الشاب موهبة عظيمة - ربّما الأفضل خلال العقد - في تحويل النصوص
المُقتبسة أفلاماً سينمائيّة ، لا أعلم كيف يوازن هذا الرجُل بين "منطقيّة البناء"
و"جماليّة
الصورة" مع تجاوز فخ "المُباشرة" وصولاً الي ذروته العظيمة .
اُقدّر هذا الفيلم في
جُزئيتين رئيسيتين ، الأولى تتعلّق بالتحوُّل في
السيناريو بحيث يجعلك تشاهد وجهة نظر مخطئة ، ثم قلب الأحداث تماماً ، ليقتنص
قُلُوب المشاهدين ويحوّل مسار مشاعر المُشاهد مع من كُرهوا من كُل شخصيات الفيلم ،
صحيح ان مشاهد الحرب الكارثيّة جاءت مُقحَمة بشكل كبير ، لكن احكام الأمر في
النهاية خفّف كثيراً من هذه الجُزئيّة .
الجزُئية الثانية
هي العمل البصري الفَذ الذي قدّمه سياموس مجارفي ، الرجل يشحن الكاميرا بطريقة
تتوازن تماماً مع التكثيف العاطفي الذي يضخّه جو رايت خُصوصاً في النصف
الأوّل من العَمَل بصورة تجعل الانجاز التصويري هُنا الأفضل في 2007 ، مع رائعة توماس اندرسون
، طبعاً جو رايت بفيلمه هذا يُثير شُجُون وأسَى وعواطف عديدة مؤلمة لدى المشاهد ،
استكشاف حقيقي وصادق عن النَفس التي تسعي لجعل ضميرها يتوقف عن تعذيبها ، كيف
ستنجح بذلك !! والحياة ليست رواية أو مسرحية عاطفية نتحكم بشخوصها ومسارها بإرادتها
ونقودها إلى النهاية السعيدة التي تريدها ، الحياة أقسى من ذلك ، لا ترحم ولا تغفر
حتى ولو وصلنا إلى سن الثمانين .
0 التعليقات :
إرسال تعليق