كتب : عماد العذري
التقييم : 4/5
بطولة : غاي بيرس ، راي وينستون ، إيميلي واتسن
إخراج : جون هيلكوت (2006)
ينتمي هذا الفيلم إلى نوعية أفلام الويسترن رغم عدم
انتماءه إليها مكانياً , يقترب منها كثيراً على الصعيد التصنيفي حيث القفار و قطاع الطرق و رجال العدالة و حكايات القتل و الانتقام و العنف الذي يتصاعد دون توقف و تطورات اللحظات الأخيرة ، دون
أن يجعل مشاهده معلقاً بحقيقة أن مسرح الأحداث هي أستراليا !
ثلاثة إخوة مطاردون من قبل العدالة في الريف الأسترالي
أواخر القرن التاسع عشر , يؤسر تشارلي و ميكي في إحدى عمليات المواجهة على يد الكابتن موريس ستانلي
رجل العرش البريطاني في تلك المنطقة , ستانلي يعقد مع تشارلي صفقة معقدة نوعاً ما , إيجاد أخيه الأكبر ( و الأخطر و
الأكثر عنفاً أيضاً ) آرثر - المطارد بجرائم قتل و إغتصاب شنيعة - و قتله مقابل
تحرير أخيه الأصغر ميكي الذي حددت ليلة عيد الميلاد موعداً لشنقه !! , ستانلي يقنع آرثر بأن هذه
هي وسيلة نجاته الوحيدة طالما أن آرثر ذهب في عالم الجريمة أبعد مما يتصور , و بعيداً عن تشارلي في
رحلته المصيرية تلك , يبذل النقيب ستانلي كل جهده لصنع إحساس خاص بأرض الوطن لزوجته مارثا التي
وجدت نفسها فجأة في أرض بعيدة ووسط أناس لا يتفهمونها .
جون هيلكوت يصنع أكثر أفلام الصنف
خصوصية خلال العقد الأول من الألفية , روحانية بديعة ينثرها الرجل صانعاً مزيجاً
عجيباً من عنف سام باكنباه و سوداوية كلينت إيستوود و شاعرية تيرنس ماليك , هيلكوت يستنطق
قسوة الطبيعة في هذا الصنف بصورة لم أشاهد لها مثيلاً منذ تحفة إيستوود Unforgiven , ويقف بحذر على الحد الفاصل بين ( العالم الموجود ) و المتمثل في
قفار الريف الأسترالي المليئة بالمجرمين و قطاع الطرق و صائدي المكافئات , و (
العالم المأمول ) في جو الإحساس و الرقة و الشاعرية الملفتة التي يغلف بها قصة ستانلي و مارثا .
في العمق يقف الكابتن ستانلي ذات الوقفة التي وقفها الشريف ليتل بيل في تحفة إيستوود قبل
أكثر من عقد ، (القسوة) الظاهرية التي يرتديها من أجل غدٍ مختلف يراه في عالمه
المأمول ، و مستوى (التحضر) الذي جُبل عليه في حياته و الذي يقف هناك في خلفية
الصورة دافعاً له نحو ذلك العالم المأمول حيث قيم العدالة و سيادة القانون تكسو
بيئةً لم تعرفها من قبل ، أداءات صلبة من إيميلي واتسون
و غاي بيرس ذابت أمام الصورة الرائعة التي رسمها داني هيوستن
في آرثر , طريد العدالة و القاتل السادي و المغتصب المجنون و
المتأمل الشاعر , و الصورة الأروع التي جسد فيها راي وينستون شخصية الكابتن ستانلي
المنقسمة بين الزوجة و الواجب , و رغم بعض الضياع و التشويش الذي يكتنفه أحياناً
إلا أنه يبقى فيلم (ويسترن) مختلف بالمعنى التقليدي للصنف ، و بالتأكيد واحداً من
افضل انتاجات السينما الأسترالية خلال الألفية الجديدة .
0 التعليقات :
إرسال تعليق