The Diving Bell and the Butterfly

كتب : محمد السجيني

التقييم : 4.5/5

بطولة : ماثيو آمالريك ، إيمانويل سينييه

إخراج : جوليان شنابل (2007)

الفيلم الثالث في مَسيرة المُخرج (جوليان شنابل) يستند علي قصّة حقيقة ، تم اخذها من مُذكّرات كتبها الصحفي الفرنسي (جان دومينيك) الذي أصيب بحادثة وِعائية دماغية ، أصيب على اثرها بمتلازمة المُنحبس  .

على العَكس من الافلام التي تُعالج فاجعَة صحيّة او تصوّر قوّة الارادة الانسَانيّة ، ليسَت الحالة الانسانيّة التي يصوّرها الفيلم هي التي تمنَح الفيلم قيمته وعظَمته وسر خلوده ، وتخلق تلك العلاقة الحميميّة مَع مُشاهده ، لكن الاداء الاخراجي والتصوّر البصري لشكل الرواية والسَرد في الفيلم ، هذا التصوّر يملك القدر الاكبر من الاهميّة الي الدرجة التي تجعل المُشاهد هو عين (جان دومينيك) نفسه الذي يتوَاصل مع العالم عَبر عين واحدَة فقط ، يتابع المُشاهد احداث الفيلم بنفس الحركَة المُقلقة والمشاهد الضيّقة ، بل ويستمع الي افكار (جان دومينيك) فيما لا يستطِيع اي من شخصيّات الفيلم سماعها ،

هذا الآداء السردي العظيم زاد كثيرًا من حالة الشَجَن وابتعد عن الافتعاليّة تمامًا ، والغي حَالة الكلاسيكيّة المُحايدة بين مُشاهد وشاشة العَرض ، وعَلي صعيد آخر ، لا يَضع الفيلم في اولويّاته تقدِيم صورة نمطيّة عن قوّة الارادة والتحدّي للعَجز بقدر ما يُقدّم دُفعَة من المشَاعر الرقيقة بين البَشر ، يتحدّث عن مَد جسُور التوَاصل التي تبدُو مقطوعة نهائيًا ، يتحدّث عن ترميم الروح بعد ان فُقد الامل ، ابن يعطف علي والده المقعد ، اب يحزن علي حال ابنه السجين ، علاقة قاسية بين ام اولاده التي تضطر لسمَاع مُكالمة له مع حبيبته مُترجمة كلامه لها ، علاقاته الأخرَى بأبنائه وأصْدقائه ، تصوير العَالَم الفارغ والخاوي الذي يعيش فيه وحيداً ، هو فيلم مَشَاعر بدون ميلودراما مُبتذلة ، وألم بدون بكاء ، وحُب بدون أمل ، يخرج مُشاهده بعد انتهائه من مُشاهدته باحثا عن فوَارق بين حيَاته وبين حيَاة (جان دومينيك) .