كتب : مصطفى فلاح
التقييم : 5/5
بطولة : سيبيل شيفرد ، جيف بريدجيز ، كلوريس ليشمان
إخراج : بيتر بوغدانوفيتش (1971)
شاهدت هذا الفلم منذ
عدة أعوام , و أتذكر أعجابي به للدرجة التي أغفلت فيها عن أن هذا الأنتاج السبعيني
تم تصويره بالأبيض و الأسود بشكل كامل ! و بالتأكيد هذا أفضل شكلٍ ممكن أن يخرج
لفلم يتحدث عن بلدة تكساسية قاتمة فارقتها الحياة منذ زمن و لا يُنتظر لها عودة ,
فلا مكان للرمادي بأعين سكان هذا الريف النائي !
قد تبدو القصة
ميلودرامية مكررة عن الحياة الأمريكية البسيطة , ألا أن كون الراوي أحدهم ما جعل
هذا الفلم أهم مما يبدو عليه فالقصة مستوحاة من ذلك الواقع كونها مقتبسة من رواية
شبه سيرة ذاتية بنفس العنوان للروائي لاري مكميرتري ، يبدو أن الفراغ الروحي و العلاقات الشائكة
تشكلان مصدر ألهام هذا الكاتب التي تكون نصوصه مهمة جداً على الرغم من بساطتها و
ثرثرتها المقتضبة , فهو يغرق ورقه بجو كئيب و حياة روتينية مملة تدفع الجميع لعبور
الخط الأحمر و ارتكاب المحظورات بشكل أسهل من أيجاد المبررات لها ، و أن كانت
مُحَرمة ! ، و هذا ما يفسر حصوله على الأوسكار بعد أكثر من ثلاثة عقود من ترشيحه
الأول هنا عندما أعتلى قمة جبل بروكباك .
بيتر بوجدانوفيتش هو الآخر يسبر أعماق
النص و يمتصها جيداً ليتولى أدارة كتيبة ممثلين , معظمهم في بداية المشوار
السينمائي , ليطلقهم الى الشهرة و اعتناق الهوليوودية أمثال جيف بريدجز و
الرائعة أيلين بيرستين في أدوار أكسبتهما ترشيحهما الأوسكاري الأول , و
ليعيد لّم الشمل بعد قرابة العقدين باقتباس نفس النص السابق في تتمة تستحق
المشاهدة ، مشاهدة أسوأ فريق كرة قدم , أسوأ تسريحات الشعر , و بالتأكيد ، الكثير
من موسيقى الكاونتري !
0 التعليقات :
إرسال تعليق