كتب
: أحمد أبو السعود
التقييم :
4.5/5
بطولة :
لانا تيرنر ، كيرك دوغلاس
إخراج : فنسنت
مانييلي (1952)
أن تبدأ من القاع أو أن
تبدأ من القمة ، لا يهم فأنت فى هوليوود و سينتهى بك الأمر فى
الحالتين إلى نفس النقطة ، فى أحد مشاهد الفيلم فى منتصفه تقريباً تعترف جورجيا لجوناثان بحبها له ، بكل خجل و
خوف و حاجة إلى الدفء و الأمان تفعل هذا ، تكون جالسة على الأرض و هو على كرسي ، تخبره
أنها تشعر بالبرد بجلوسها على الأرض ، فتقوم فيُجلسها على رجليه فيخبرها أن الحب للمراهقين
فتطلب منه أن يتزوجها فيخبرها أنه لا يفكر بذلك مطلقاً فترد بأن هذا سيء جداً فيسألها
عن السبب فتقول له أنها ستصبح زوجة مطيعة فيكون رده : أنا لا أريد الآن زوجة ، أنا
أريد تكوين نجمة ، فتقول أنها مازالت تشعر بالبرد رغم عدم جلوسها على الأرض .
يُحقق الفيلم معادلة غاية
فى الصعوبة ؛ أن تكون فيلماً هوليوودياً حتى النخاع و في نفس الوقت تحمل هجائية واضحة
لذلك المجتمع الصاخب المُدمر ، في المشهد السابق سرده تقف شخصية جورجيا على مرحلة مفصلية
جداً في حياتها ، هي في النهاية نموذج كررته السينما كثيراً للفتاة التي يتلاعب بها
المنتجون حتى يحصلوا منها على ما يريدون و هي بكل سذاجة تبحث عن مشاعر هي أول ما يُدمر
في هذا الطريق ، إلا أن الشخصية هنا تحمل تميزاً خاصاً بها في إطار القالب العام للفيلم
و الطريقة التي يقدم بها شخصياته و وجهة نظره ، التتابعات التي سبقت و التي تلت هذا
المشهد توضح و بأكثر الطرق جمالاً طبيعة هذا المجتمع .
الفيلم في النهاية من
الممكن تقسيمه إلى افتتاحية و ثلاث فصول - فلاش باك - يحمل كل جزء منه طبيعة خاصة به
، فالافتتاحية مبهرة ، سريعة ، و تقدم نظرة خاطفة و موجزة عن طبيعة العمل السينمائي
في تلك الفترة مع تقديم سريع و خاطف أيضاً لكن أكثر من رائع لشخصيات الفيلم الرئيسية
بما فيها شخصية جوناثان التي لا تظهر أبداً في تلك الافتتاحية ، ثم يبدأ الحكي و الفلاش باك ،
كل فصل من الفصول الثلاثة ذو طبيعة خاصة به فالأول عن الطموح و خصوصيته فى المجتمع
الهوليوودى فى ذلك الوقت و الثاني عن الحب و طبيعة وجود و دور تلك المشاعر وسط صخب
هوليوود و إيقاعها الذى لا يهدأ ، و الثالث عن المدى الذى ممكن أن تصل إليه هوليوود
لتحقيق غايتها غير عابئة بأي تكوين أسرى هادئ سعيد ،. كل فصل من فصول الفيلم يقدمه
المخرج بتشكيلات بصرية مميزة به و مود خاص به ، في الفصل الثاني عندما تذهب جورجيا
إلى لوكيشن الفيلم قبل بدء التصوير و تدخل غرفتها الخاصة بها ثم تخرج و تظهر بين الديكورات
كجزء ضئيل جداً من الكادر ، لكن الجميل في الأمر أنه بالرغم مما أقوله إلا أن المخرج
حافظ على روح عامة للفيلم بأكمله و هي روح هوليوود نفسها و كلاسيكية تلك الروح ، فعلى
الرغم من انتقاد الفيلم الفترة التي ينتمى إليها و طريقة صناعة الأفلام في تلك الفترة
إلا أن روحه غارقة تماماً في كلاسيكية هوليوود في تلك الفترة ، في الإيقاع ، في الديكورات
المبهرة ، في المونتاج ، في استخدامه لأساليب إخراجية يبدو بها المخرج متأثراً بمخرجي
تلك الفترة ، في الطريقة التي اسُتخدم بها الفويس اوفر و الفلاش باك .
0 التعليقات :
إرسال تعليق