كتب : خالد إبراهيم
التقييم : 4.5/5
بطولة : كاترين دينيف ، ميشيل
بيكولي
إخراج : لويس بونويل (1967)
"لحسن الحظ في مكان ما
بين الصدفة والغموض يكْمُن الخيال ، وهو الشيء الوحيد الذي يحمي حريتنا ، بالرغم
من أن الناس تحاول أن تقلل منه أو تقضي عليه نهائياً" – بونويل
"بونويل"
الملقب بالسوط على البرجوازية ، زميل وصديق "دالي" و"لوركا" ،
أهم سريالي عرفته السينما وتأثر به مخرجين عظام جاءوا بعده ، وهو أعظم المخرجين
عند "هيتشكوك" ، وهو الذي لن يشمئز من أي شيء أكثر من فوزه
بالأوسكار !
لم
يكن "بونويل" صاحب أسلوب واحد ولكنه كان متنوع للغاية حتى أن
"بيرجمان" قال عنه : "بونويل بالكاد صنع أفلام
مشابهة لبونويل !" ، بحيث أن من يشاهد (كلب أندلسي) - (المنسيون) - (سحر البرجوازية الخفي)
سيندهش أنهم لنفس المخرج ، لكن المشترك في أعماله أنه لم ينس قط أن يرينا أحلامه .
في
أول أفلام "بونويل" الملونة نجد (سيفرين) "كاترين دينيف"
زوجة برجوازية مازوخية لطبيب شاب وسيم ، ولكنها ملول من حياتها معه فتحاول كسر
الملل بأحلام يقظة مثيرة ، تعرف (سيفرين) أن هناك بيت دعارة راقي وحصري لربات البيوت اللواتي
يسعين لتحقيق مكسب مادي خلال عمل أزواجهن نهاراً ، فتقرر خوض التجربة الغنية !
ربما
يكون أعظم أفلام الإثارة (الحسية والجنسية) قاطبة حيث أنه لم يتناولها بالسطحية المعتادة
ولكن بعمق وتفهُّم مدهش لنفسية الإنسان وحبه للغموض ، "بونويل"
غالباً ما يُضمِّن الحرمان الجنسي في أعماله ، لكنه هنا يُضمِّن الحرمان من الإثارة
نفسها ، هو فيلم عن الفانتازيا ، عن بعض المازوخية ، عن الـ Fetishes وليس عن الحب !
جدير
بالذكر المشهد الرائع حيث ترغب مديرة بيت الدعارة أن تتعلم (سيفرين)
واجباتها عن طريق النظر خلال فتحة في الحائط إلى الغرفة المجاورة ،
تنظر بالفعل فتُصْدَم ولكنها تبتعد وتقول "هذا مقزز !" ،
ثم تعاود النظر مجدداً ! ، مشهد آخر حيث يطلب أحد رواد البيت استخدام شيء ما موجود
في صندوق يحمله ، ترفض إحدى العاهرات ذلك بشدة في حين توافق (سيفرين) ،
المهم أننا لن نعرف أبداً ما كان في الصندوق !
(زنبقة النهار)
يعرض الحياة المزدوجة لبطلته ومجتمعه ، ينتقل بين الصور في الوعى و اللاوعي حتى لا
تستطيع التفرقة لكن "بونويل" يترك لك حرية الاختيار ، وهو أيضاً – كما
عهدنا "بونويل" – عن فقء عين البرجوازية .
"كاترين"
عانت كثيراً مع "بونويل" وأحست أنه يسيء التعامل معها عمداً ، وهذا ليس
بغريب فسمعته مع الممثلين ليست بالجيدة ، لكنه لم يمنعها من العمل معه مجدداً في (تريستانا) ،
أناقة ووقاحة "كاترين" في الفيلم تعود إلى المصمم الفرنسي "سان لوران".
"هذا الفيلم هو أكثر
أفلامي نجاحاً تجارياً ، وأعزو ذلك إلى العاهرات الرائعات أكثر من إخراجي !"
– بونويل
0 التعليقات :
إرسال تعليق