كتب : مصطفى فلاح
التقييم : 4.5/5
إخراج : جوشوا
أوبنهايمر
هذا الفلم ليس ضرباً
من الجنون ، أنما هو الجنون عينه بهيئة البشري! ، عوض أن ينشغل المخرج في
مؤثرات كاميرا و ألعاب صوت و صورة في كيفية توثيق مشاهد عنف جديدة مع دلو من الدم يدلقه
فوق ضحاياه , نجد هنا عملاً ذكياً يتعامل مع تأنيب الذات و راحة الضمير بشكل استطرادي
, و مع الخوف كناتج حقيقي عن ظروف موضوعية ، و يمكن تلمس هذا الإختلاف من خلال تلك
الإفتتاحية الغريبة لصورة الجلاد الفنان !
هذا الفلم الذي أنتجه
أثنين من أفضل من أعتنق وثائقيات المضمار , (هيرتزوج) و (موريس) , ليرويه ثالث , (أوبنهايمر) , متجرداً من ملاكه
و شيطانه في سفك الكثير من الدماء, و مذكراً بأن عالمنا الحالي موبق من كثرة شروره
!
(أنوار كونغو) أراد كاريزما (باتشينو) , هيبة (بواتييه) , و حضور (واين) كونه عاشق لسينما الغرب
, فامتلك جلادة (فريدي كروغر) في الحلم ، و الحقيقة ! ، فهنا يحاول المخرج التخلي عن البروباغندا في انحيازه لأحد
طرفي النزاع , و الموقف الوحيد الذي يمكن وصفه بأنه ترويج لدعاية ما هو أن يقدم
الوضع كما لو أن حفنة رجال ميليشيا و كاميرا صاغوا عملية قتل الآلاف !
المخرج يبدو و كأنه
يريد القول : لا أحد يحبذ قتل أحد , لكن القتل هو الحل الوحيد في النهاية ! الإجراء
الذي لا بد منه بعد نفاذ الإحتمالات الأخرى , أو بعد أن يتبدّى للقاتل أن الضرب
العنيف وحده لن ينفع ! ، و هو يطال من يعتبره الفلم يستحق القتل و من هو برئ من أي
داع أو مبرر لقتله ، فالجرح هنا لا يندمل , بل يستمر التهابه حتى الوصلة النهائية
من نسخة المخرج غير المقطوعة لتبلغ الذروة بحماسها و تنفيذها و وقعها في صراع
الحياة و الموت بفلم جسور , شاذ , و أفضل ما أنجبت 2013
!
فعل الأبتزاز , فعل القتل , فعل السادية ، فعل
الشياطين !
0 التعليقات :
إرسال تعليق