كتبت : فاطمة توفيق
التقييم : 4/5
بطولة : بول نيومان ، جورج كينيدي
إخراج : ستيوارت روزنبرغ (1967)
هل أنت من يصنع قدرك
أم قدرك هو الذي يصنعك ؟ ، منذ بداية الفيلم ونحن نشاهد لوك في حالة تحد دائم ساخر
لقدره ، للظروف المحيطة به ، يكسر الصمت والظلام بضجيج تكسيره لآلات موقف السيارات
، يبتسم في وجه سجانيه ، ويكون هادئاً أمام عبث مرافقيه في السجن .
لوكاس ذلك المبتسم الهادئ
لا ينجذب بسهولة لكل ما يجذب الآخرين إلا أنه يقبل بتحديات لا يفعلها غيره وعندما
تبحث لا تجد لذلك سبباً سوى تحديه الدائم للقدر ورغبته في صنع قدر خاص به ، نجده
يكسر ملل السجن بتحدٍ ساذج كأن يأكل عدداً كبيراً من البيض المسلوق مقابل رهان لا
يستحق ذلك، لن يستفيد هو منه ويضع حياته على المحك في مقابل فقط كسر الملل، الرغبة
المستمرة في التحدي ، وفي نهاية المشهد نجده ينام مصلوباً على قطعة من الخشب
يغادره رفقاؤه في السجن مسرورين مبتسمين لا تغطيه سوى قطعة من القماش تداري عورته
وكأنه المسيح الذي يضحي من أجل أحبائه ، أو هكذا أراد المخرج أن يرينا شخصية لوك .
الفيلم وعلى الرغم من
فكرته المميزة وإخراجه المتماسك والآداء الجيد من بول نيومان والأكثر من رائع من
جورج
كينيدي في دور دراج لاين وباقي آداء الممثلين في أدوار السجناء
المختلفة والمناخ الممتع الذي خلق بينهم أثناء السجن أو في مشاهد العمل على الطريق
، إلا أنه لا يقلل أو يخفي الضعف الذي ينتابه ، فحتى قرب نهاية الفيلم لا نعرف ما
سبب تحول لوك
من ضابط حرب ذو قيمة كبيرة إلى هذا الصعلوك الرافض لكل شيء ، حتى في حوار لوك مع
أمه والذي كان من الممكن أن يوظّف بشكل أفضل من ذلك للتعرف على شخصية لوكاس
أكثر وحياته السابقة وخاصة نقطة تحوله من ضابط إلى سجين ، أيضاً وجدت أن الارتكاز
على نقطة وفاة الأم لحبس لوك انفرادياً ومن ثم بداية تحول الأحداث نقطة ارتكاز
ضعيفة جداً ، كان من الممكن خلق أي نوع من الرفض أو الثورة من قبل لوك
تستحق الحبس منفرداً وبالتالي اعتراضه على كل شيء والرغبة المستمرة في الهرب بعد
ذلك .
كما أنني وجدت شخصية
الضابط الصامت دوماً ذو النظارة التي تعكس الرؤية فلا ترى عيناه شخصية سطحية يراد
بها شيء عميق وكأنه إله متحكم في القدر ظالم لا نراه ولكنه يستحق التمرد عليه ،
ومشهد كسر النظارة في آخر الفيلم كان مكملاً لتلك السطحية الكليشيهية جداً .
في النهاية ، الفيلم
من كلاسيكيات السينما الأمريكية ، من كلاسيكيات الأعمال الدرامية القائمة على فكرة
الهروب من السجن ، يستحق المشاهدة والاستمتاع به وخصوصاً أنه التجربة السينيمائية
الاخراجية الأولى لمخرجه ستيوارت روزنبرج بعد تارخ طويل في اخراج الأعمال
التليفزيونية ، وأيضاً التجربة السينيمائية الأولى لكاتبي السيناريو دون بيرس
وهو عمله السينيمائي الوحيد و فرانك بيرسون كاتب السيناريو الذي شاهدنا له فيما بعد
أفلاماً كــ Dog Day Afternoon و a Star is Born وغيرها.
0 التعليقات :
إرسال تعليق