كتب : فراس محمد
التقييم : 4/5
بطولة : إيزابيل أوبير ، جيرار
ديبارديو
إخراج : موريس بييلا (1980)
في فلم موريس بييلا هناك نوعان من الرجال , النوع الأول يعرف ما هو
الحب , والغيرة والألتزام وموضة الحب
القديمة التي انتهى زمنها , ونوع ثاني يبحث عن العلاقات العابرة وممارسة الجنس ,
وفي الفلم ايضا صوّر النساء كنوع واحد هم النساء الباحثات عن النوع الثاني من
الرجال , بييلا قدم سينما تعاكس النمط الذي اعتادت السينما الفرنسية
تقديمه عادة , فصور ضحالة علاقات الشخصيات بدل تناقضاتها وتعقيدها , وقدم شخصيات
سطحية بدل العميقة التي تُناقش عبرها عادة السينما الفرنسية أمور الحب وتشعباته ,
وهذه هي الطريقة الأكثر منطقية في طرح شخصيات كنيللي (أيزابيل أوبير)
و لولو (جيرار ديباردو) غير عابئة بالمنطق في اختيار علاقاتها ولديها
نظرتها الخاصة عن الحياة وعن الحاجة للسير فيها بعيدا عن الطريق الصعب , وما يحويه
من مسؤولية وألتزام .
الفلم يصور مفهوم الحب الذي لا يشبه الحب الدرامي الذي تقدمه الروايات
العاطفية والافلام الرومانسية والاغاني , وكان الفلم يشبه شخصياته وكل صفاتها
تقنياً واخراجياً , أغلب شخصياته الثانوية عابرة لا تترك أثر في حياة أحد ,
الكاميرا لا ترصد اي وجوه بالشكل الذي يبوح بمكنوناتها أو مشاعرها , المونتاج سريع
لا يعطي اي قيمة عاطفية للزمن داخل الفلم , وحتى الاجساد العارية لم تكن تجذب
الكاميرا او عين المُشاهد , تعبيرا عن نمط الحياة السريعة والسهلة التي يصورها موريس .
أيضا أسلوب مخرجه في تقديم هذه الشخصيات لم يساعد على تقديم أداءاتٍ
عظيمة ولكن من السهل ان تترك بصمتها في الذاكرة , بصمة الشخصية وليس بصمة الاداء ,
الشخصيات السطحية لا يقل حبها للحياة عن اي نمط آخر ولا تقل عفويتها بل تتوضح
بتقديم هذه الحياة السهلة والتي لها ثمنا سيُدفع من دون شك وهو من الامور القليلة
اليقينية في الفلم حتى بالنسبة لشخصياتها لكنهم , لا يهتمون ، ديباردو في
دور غريب عنه , لولو الشاب التي تلجأ له الفتيات في احدى غرف الفنادق من اجل
علاقة سريعة تُجدد الحياة وقد سبّب لبعضهم مشاكل عاطفية كبيرة بإبتعاده عنهن لاحقاً
– هذه الشخصيات عادة في السينما الفرنسية تكون محورية , كان في هذا الفلم ثانوية -
. و نيللي التي لها مفهومها الخاص عن الالتزام تنتقل فيه بسرعة وبمزاجية بين صديق
وصديق إلى ان وجدت لدى لولو علاقةً سريعةً وغير معقدة تناسب مزاجيتها وحبها للحياة ما
يميزها انها صريحة في اختياراتها لا تعبأ بمشاعر أحد سوى مشاعرها , ديباردو و أوبير قدما
ثنائي بينهما كيمياء قوية وتناسق واضح
وكلاهما شكلا عصب الفلم .
0 التعليقات :
إرسال تعليق