التقييم :
3/5
بطولة : كريستان بيل ، أيمي آدامز ، برادلي كوبر
إخراج : ديفيد أو راسل (2013)
معادلة بسيطة و سهلة جداً
بالنسبة لأى مخرج مبتدىء : أن تصنع فيلماً تدور أحداثه فى سبعينات أمريكا فعليك الاهتمام
بشريط الصوت و الأزياء و تسريحات الشعر و الرقصات كى تنقل أجواء تلك الفترة المميزة .
دايفيد او رايسل بمقاييس أكاديمية و جماهيرية و نقدية لا يمكن التعامل معه على أنه مخرج مبتدئ ، و المساحة هنا ليست للحديث عن إنجازات الرجل مع الحفاوات النقدية التي يتلقاها مع آخر 3 أفلام قدمها ، مشكلة دايفيد او راسل و بالتالي مشكلة الفيلم أنه لا يخلق لنفسه أسلوباً فنياً خاصاً به ، هو في النهاية اكتفى بتحقيق المعادلة السابق ذكرها حيث الإسراف مثلاً فى استخدام موسيقى الجاز على شريط الصوت ، أو التنوع الزائد عن حده في تغيير قطع الملابس في كل مشهد ، أو التأكيد على تسريحات و باروكات الشعر السبعيناتية المميزة ، حسناً الرسالة وصلت و شكل تلك الفترة تم تقديمه بوضوح و إخلاص شديد ، لكن ماذا عن روح تلك الفترة ؟! هنا تكمن المشكلة ، سينمائياً فترة السبعينات كانت من أكثر الفترات تميزاً على الإطلاق خصوصاً فى أمريكا حيث تيارات سينمائية جديدة و مغايرة ، و صورة و ألوان لا تخطئها عين ، في فيلم دايفيد او رايسل الصورة أنيقة جداً ، صورة تليق بفيلم ضخم الانتاج في 2013 ، لكنها لا تليق أبداً بفيلم من المفترض أنه ينقل أجواء و روح فترة كانت في منتهى الخصوصية و التميز ، مارتن سكورسيزى هو أحد أهم الوجوه السينمائية التي جادت بها السبعينات و هو المخرج الذى يبدو أن دايفيد او رايسل تأثر به كثيراً فى فيلمه خصوصاً على مستوى الإيقاع و أجواء العصابات و المافيا ، لكنه تأثر شكلي فقط بدون أي خصوصية من أي نوع .
حالة التشتت تلك التي
أصابت أسلوب الفيلم فى مقتل واضحة كل الوضوح فى استخدام الكاميرا ، تتحرك الكاميرا
كثيراً بدون أي هدف واضح ، مثلاً المشهد الافتتاحي لكريستان بيل و هو يرتدى
باروكته تتحرك الكاميرا كثيراً
ما بين رأسه و بين اللاصق الذى يضعه على رأسه و بين وضعه للباروكة على رأسه ، حركة
ليس لها أي قيمة من أي نوع ، أو فى مشهد آخر ينفعل فيه كريستان بيل و الكاميرا تنتقل من وجهه إلى يديه
ليُرينا يديه و هي تتحرك ، حالة تشتت كان من الأجدى هو محاولة تقديم شكل فنى مميز خصوصاً
أن المساحة متاحة لفعل ذلك ، و من الممكن أيضاً ملاحظة حالة التشتت تلك في كثرة استخدام الفويس
اوفر و من أكثر من ممثل بدون أي إضافة حقيقية لما نراه على الشاشة .
في الجانب الإيجابي ؛
الفيلم مسلى و يقدم تركيبة لذيذة من الإثارة و أجواء المافيا و العصابات و السياسة
في أجواء كوميدية لطيفة ، صحيح فقد الفيلم كل ذلك فى منتصفه تقريباً لكنه وازن أموره جيداً مرة أخرى في الربع
الأخير منه ، و دايفيد او رايسل له لقطات مميزة كتلك التى تقرر روزالين أن تذهب
إلى رجال الأعمال الموجودين فى الكازينو ؛ ذكرتنى بلقطة هروب تيفانى من الفندق بعد
إعلان نتائج مسابقة الرقص فى
فيلم دايفيد السابق Silver Linings Playbook ، و أيضاً يقدم بعض التتابعات المميزة فى إيقاعها و تقطيع لقطاتها مثل
التتابع الذى يذهب فيه ايرفنج مع العمدة لأول مرة إلى العشاء مع ذهاب إديث مع ريتشى إلى ملهىً
ليلي .
مُجملاً هو فيلم مرح و
لطيف لا يقدم أكثر من ذلك ، مصحوبٌ بنجوم كبار يقدمون أدواراً مميزة ، لكن بدون أي
تميز يختص به الفيلم و مخرجه .
0 التعليقات :
إرسال تعليق