كتب : عماد العذري
التقييم : 4.5 من 5
بطولة : كين واتانابي , كازوناري نونيميا , تاكومي باندو
إخراج : كلينت إيستوود (2006)
فيلم كلينت إيستوود الثاني في عام 2006 يقدم رؤية مغايرة للرؤية التي قدمها في عمله الذي سبقه , قصة الأيام الستة و الثلاثين التي صمدتها القوات اليابانية في معركة جزيرة أيو جيما في الحرب العالمية الثانية , القيادة اليابانية التي إعتبرت تلك الجزيرة الصخرية البركانية الصغيرة الشوكة الأخيرة في حلق الجيش الأميركي توكل مهمة الدفاع عنها إلى الجنرال تاداميشي كوريباياشي الذي قضى جزءاً من حياته في الولايات المتحدة و لم يكن يمتلك الرغبة الكاملة في مواجهة جيوشها في معركة كهذه , يقوم الرجل بعزل بعض القادة القدامى على الجزيرة و يعمد إلى إستراتيجية تكتيكية للتقدم النسبي على قوات الغزو تمثلت في حفر الأنفاق و الجحور الأمر الذي منح قواته الفرصة لكسب المعركة في بعض مراحلها , لكن هذا لا يستمر طويلاً بسبب إنعدام التوازن الواضح بين الطرفين , وعندما يقتنع جنود كوريباياشي بإنعدام الأمل أو خفوته يبدأون كتابة مذكراتهم و رسائلهم الخاصة إلى أهاليهم , و هي الرسائل التي لم تجد طريقها للوصول إلى مستلميها حتى بعد فترة طويلة من موتهم .
يعجبني كلينت إيستوود وراء الكاميرا في جزئية لا أجدها كثيراً في غيره : هذا الرجل قادر بطريقة لا أفهمها على رسم حدود المأساة بطريقة لاتجعلك أثناء إقترابك منها تشعر بتعمده إشعال الأسى فيك , رغم أنه يشتعل دون رحمة , فعلها في مجموعة من أفضل أعماله , وعاد هذه المرة ليغازلها من جديد مستكشفاً واحداً من مواضيعه المفضلة ( قيمة الحياة الإنسانية و قسوة رغبة الإنسان في سلب حياة إنسان آخر ) .
إيستوود ( مع نص ياماشيتا و هاغيز ) يصنع فيلماً حربياً في ظاهره لكنه في الكثير من ملامحه لا يبدو كذلك , إيستوود يبحث عن الرسائل : بقايا الغبار الإنساني الذي تناثر في تلك المعركة , و يعرض بنوع من المأساوية اللامفتعلة كيف أن أولئك الجنود اليابانيين كانوا يمتلكون أيضاً نفس الأحلام و الآمال والرغبات التي يمتلكها الجنود الأمريكان في الطرف الآخر ( أو الفيلم الآخر ) , و بقدر رغبتهم في إنتهاء تلك الحرب ظلوا حتى لحظاتهم الآخرين حاملين على عاتقهم مسئولية الشرف و حب الوطن و الولاء لقائدهم , نظرة صادقة جداً من إيستوود لسيكولوجية المقاتل , مهما كانت جنسيته و إنتماءه , إندفاعه في سبيل مايؤمن به ورغبته التي تجعله يقدم في سبيل ذلك أغلى مايملك , حياته , رغم قسوة كون ذلك يحدث غالباً على حساب حياة إنسان آخر ..
أداء ممتاز من كين واتانابي كحال جميع أفلام إيستوود .. يرسم شخصية الجنرال كوريباياشي بريشة رسام بارع : شخصيته وحضوره الطاغي , هالة القائد التي تلهم جنوده , الذكاء المتقد للخبير الإستراتيجي , الولاء الحقيقي للوطن و لشرف القتال , ووراء هذا بساطة الإنسان الذي يبحث عن حياة كريمة هانئة بعد إنتهاءه من القيام بواجبه .. إيستوود في واحدٍ من أفضل أفلامه .. و أحد أفضل ما قدمته سينما العقد الماضي .
التقييم : 4.5 من 5
بطولة : كين واتانابي , كازوناري نونيميا , تاكومي باندو
إخراج : كلينت إيستوود (2006)
فيلم كلينت إيستوود الثاني في عام 2006 يقدم رؤية مغايرة للرؤية التي قدمها في عمله الذي سبقه , قصة الأيام الستة و الثلاثين التي صمدتها القوات اليابانية في معركة جزيرة أيو جيما في الحرب العالمية الثانية , القيادة اليابانية التي إعتبرت تلك الجزيرة الصخرية البركانية الصغيرة الشوكة الأخيرة في حلق الجيش الأميركي توكل مهمة الدفاع عنها إلى الجنرال تاداميشي كوريباياشي الذي قضى جزءاً من حياته في الولايات المتحدة و لم يكن يمتلك الرغبة الكاملة في مواجهة جيوشها في معركة كهذه , يقوم الرجل بعزل بعض القادة القدامى على الجزيرة و يعمد إلى إستراتيجية تكتيكية للتقدم النسبي على قوات الغزو تمثلت في حفر الأنفاق و الجحور الأمر الذي منح قواته الفرصة لكسب المعركة في بعض مراحلها , لكن هذا لا يستمر طويلاً بسبب إنعدام التوازن الواضح بين الطرفين , وعندما يقتنع جنود كوريباياشي بإنعدام الأمل أو خفوته يبدأون كتابة مذكراتهم و رسائلهم الخاصة إلى أهاليهم , و هي الرسائل التي لم تجد طريقها للوصول إلى مستلميها حتى بعد فترة طويلة من موتهم .
يعجبني كلينت إيستوود وراء الكاميرا في جزئية لا أجدها كثيراً في غيره : هذا الرجل قادر بطريقة لا أفهمها على رسم حدود المأساة بطريقة لاتجعلك أثناء إقترابك منها تشعر بتعمده إشعال الأسى فيك , رغم أنه يشتعل دون رحمة , فعلها في مجموعة من أفضل أعماله , وعاد هذه المرة ليغازلها من جديد مستكشفاً واحداً من مواضيعه المفضلة ( قيمة الحياة الإنسانية و قسوة رغبة الإنسان في سلب حياة إنسان آخر ) .
إيستوود ( مع نص ياماشيتا و هاغيز ) يصنع فيلماً حربياً في ظاهره لكنه في الكثير من ملامحه لا يبدو كذلك , إيستوود يبحث عن الرسائل : بقايا الغبار الإنساني الذي تناثر في تلك المعركة , و يعرض بنوع من المأساوية اللامفتعلة كيف أن أولئك الجنود اليابانيين كانوا يمتلكون أيضاً نفس الأحلام و الآمال والرغبات التي يمتلكها الجنود الأمريكان في الطرف الآخر ( أو الفيلم الآخر ) , و بقدر رغبتهم في إنتهاء تلك الحرب ظلوا حتى لحظاتهم الآخرين حاملين على عاتقهم مسئولية الشرف و حب الوطن و الولاء لقائدهم , نظرة صادقة جداً من إيستوود لسيكولوجية المقاتل , مهما كانت جنسيته و إنتماءه , إندفاعه في سبيل مايؤمن به ورغبته التي تجعله يقدم في سبيل ذلك أغلى مايملك , حياته , رغم قسوة كون ذلك يحدث غالباً على حساب حياة إنسان آخر ..
أداء ممتاز من كين واتانابي كحال جميع أفلام إيستوود .. يرسم شخصية الجنرال كوريباياشي بريشة رسام بارع : شخصيته وحضوره الطاغي , هالة القائد التي تلهم جنوده , الذكاء المتقد للخبير الإستراتيجي , الولاء الحقيقي للوطن و لشرف القتال , ووراء هذا بساطة الإنسان الذي يبحث عن حياة كريمة هانئة بعد إنتهاءه من القيام بواجبه .. إيستوود في واحدٍ من أفضل أفلامه .. و أحد أفضل ما قدمته سينما العقد الماضي .
أعشق هذا الفيلم رغم قتامته .... شكراً لكم على التذكير به
ردحذفالسلام عليكم.,
ردحذفعلى فكرة أنا من متابعين المدونة بشكل دوري لكن
هذا أول رد أحطه معكم وبإذن الله ما يكون الأخير.
الأخ الغالي عماد ليه حرمتنا من تقييمك للفيلم :(
على فكرة باقي لي فيلمين من أفلام كلينت في الألفية ما شفتهم هذا واحد منهم
آخر أيام الخريف : شكراً على مرورك و ردك
ردحذفمحمد نجد : أشكرك على التنبيه , و أشكرك على ردك .. و أتمنى لك مشاهدة ممتعة .. و أن تجد ما يرضيك في مدونتنا هذه
تحياتي لكما