كتب : بشرى محمد
التقييم : 4.5/5
بطولة : إيثان هوك ، جولي ديلبي
اخراج : ريتشارد لينكلاتر (2004)
بعد تسعة اعوام من افتراقهم عند محطة القطار هناك فى فيينا , يجمع ريتشارد لينكليتر شمل محبوبيه ، باريس كانت ارض الميعاد هذه المرة ، روائى امريكى فى مقتبل الثلاثينات يحاور بعض النقاد والصحفيين فى حفلة توقيع روايته الاولى ذائعة الصيت , وفجأة تقع عيناه على من الهمته كتابة رواية "حياته" تقف هناك وسط الحضور بابتسامتها التى اسرته سابقاً ، انهما جيسي و سيلين " Again " فى واحداً من اروع الاجزاء الثانية التى من الممكن ان تشاهدها يوماً .
هذا فيلماً عن حياتنا التى نعيشها "واحنا مش عايشين" ، عن فرصتنا الكبرى التى لم نــُـحسن استغلالها ، عن سؤال "ماذا لو ؟" الذى يظل معنا لنهاية الرحلة ، جيسي و سيلين لم يتقابلا بعد ستة اشهر كما تواعدا , ولم يـُـقدر لهما معرفة حظوظهما فى إقامة علاقة ناجحة , ولكن ظل يوم السادس عشر من يونيو حاجزاً لايستطيعان تخطيه ، لو لم يكن هذا اليوم لربما كان جيسي سعيداً فى زواجه , ولربما كان منظوره "الواقعى" للاشياء مازال على حاله ، لو لم يكن هذا اليوم لربما كانت سيلين لاتجد راحتها فى تجنب العلاقات الجديدة , ولربما كان منظورها "الرومانسي" للاشياء مازال على حاله ، الان لم يعد بمقدروهما تشكيل الحياة كما يريدان , ولكن - على الاقل - كان بإمكان كل منهما منح الاخر ما افتقده طوال تلك السنوات التسع .
برغم اننى اميل لتفضيل Before Sunrise نسبياً على Before Sunset الا ان هناك عنصرين من الثلاثة الذين اعجبونى فى Before Sunrise ظهروا هاهنا بشكل افضل , وهما الحوار و جولي ديلبي ، فإذا كان هناك درجة ما لابد من منحها للحوار فى اى فيلم فالدرجة الكاملة هنا مكانها , وإذا كان هناك قائمة لابد من إعدادها يوماً ما لأفضل الحوارات التى كـُـتبت فى تاريخ السينما فحوارنا هذا سيكون من ضمنها , اما جولي ديلبي فقد زادتها سنوات عمرها الاثنان والثلاثون سحراً على سحرها ، اتأملها فى سردها لقصة المسدس وظابط الشرطة , وفى محاكاتها لمود الامريكان المرح , وفى تقمصها لشخصية نينا سيمون ، اتأملها فى غنائها , وفى رقصها ، اتأمل مافعلته بى فى فيينا منذ ايام قليلة , وأُفكر ، لو سألنى احدهم عن افضل ماحدث لى مؤخراً ؟ هل يمكن ان تكون الاجابة شيئاً اخر سوى ، بسم الله الرحمن الرحيم .. جولى ديلبى !! .
0 التعليقات :
إرسال تعليق