كتب : عماد العذري
التقييم : 4.5 من 5
بطولة : أيون فوسكتيانو , دورو آنا , مونيكا بارلاديانو
إخراج : كريستي بويو (2006)
تجربة سينمائية فريدة يقدمها المخرج الروماني كريستي بويو .. السيد لازاراسكو عجوز روماني لا يشعر بأنه على ما يرام في الآونة الأخيرة , لديه إعتقاد راسخ بأن ما يعانيه هو أكبر بكثير من مجرد ألم ناتج عن قرحة معدية و صداع متكرر , كلامه لا يبدو موثوقاً به كثيراً لدى من يحيطون به : جيرانه الذين يغدقون عليه النصائح الطبية المعتادة , ويعزون تدهور حالته للإفراط في الشراب , و ممرضة الإسعاف التي تقرر إعطاءه بعض المسكنات قبل أن تدرك بأن حالة الرجل فعلاً هي أخطر مما يبدو , لتبدأ رحلة طويلة من العذاب بين مجموعة من مستشفيات العاصمة يواجه فيها الرجل المأساة الثلاثية : الروتين , و غطرسة الأطباء , وحادث تصادم هائل يملأ مستشفيات المدينة بالجرحى ..
التقييم : 4.5 من 5
بطولة : أيون فوسكتيانو , دورو آنا , مونيكا بارلاديانو
إخراج : كريستي بويو (2006)
تجربة سينمائية فريدة يقدمها المخرج الروماني كريستي بويو .. السيد لازاراسكو عجوز روماني لا يشعر بأنه على ما يرام في الآونة الأخيرة , لديه إعتقاد راسخ بأن ما يعانيه هو أكبر بكثير من مجرد ألم ناتج عن قرحة معدية و صداع متكرر , كلامه لا يبدو موثوقاً به كثيراً لدى من يحيطون به : جيرانه الذين يغدقون عليه النصائح الطبية المعتادة , ويعزون تدهور حالته للإفراط في الشراب , و ممرضة الإسعاف التي تقرر إعطاءه بعض المسكنات قبل أن تدرك بأن حالة الرجل فعلاً هي أخطر مما يبدو , لتبدأ رحلة طويلة من العذاب بين مجموعة من مستشفيات العاصمة يواجه فيها الرجل المأساة الثلاثية : الروتين , و غطرسة الأطباء , وحادث تصادم هائل يملأ مستشفيات المدينة بالجرحى ..
رحلة كئيبة , رتيبة , تأملية في بيروقراطية دول المعسكر الشرقي السابق و هي تستقبل الألفية الجديدة يدعونا فيها بويو لنشاركه مراقبة بطله و هو يواجه معاناة شديدة في ليلة قاسية من حياته مولداً من خلال هذه الرحلة نغمة عاطفية خاصة للغاية بيننا و بين بطله الذي يبدأ الفيلم بعيداً عنا و ينهيه قريباً و قريباً جداً , ونحن نشاهده يتنقل من مركز طبي إلى آخر و نشاهد الألم المستبطن الذي يسحقه , و نشاهد إنهياره التدريجي من عجوز يضفي علينا بعضاً من المتعة التي تحمله تصرفات أمثاله في مطلع الفيلم , إلى إنسان ضعيف خرف و لا يكاد ينطق قبيل نهايته ..
نص مكتوب بحنكة مثيرة للإنتباه ينسج كوميديا سوداء من الطراز الذي صرنا نفتقده تماماً خصوصاً منذ مطلع الألفية الجديدة , يدعمه بويو بنكهة وثائقية مدروسة يضفيها على فيلمه من خلال عمل ممتاز على الإضاءة و الكاميرا المحمولة جعلت الفيلم تجربة سينمائية ممتعة للمشاهد , يخوضها باحثاً عن المشترك بينه و بين السيد لازاراسكو : إنسان يواجه مجموعة من المصاعب المتتالية في واحدة من أقسى الليالي التي عاشها في حياته ..
دون شك تجربة سينمائية .. لذلك قد لا تكون للجميع بسبب أجواء الكئابة و الرتابة التي تطبعها .. لكن الكوميديا الخفية التي ينثرها - و التي لا تقول لك ( إضحك ) لكنك تجد نفسك في أحايين كثيرة تضحك من قلبك - قد تجعل هذا الفيلم من الأفلام التي تعشش في ذاكرة المرء .. بالنسبة لي هذا واحدٌ من أفضل الأفلام الكوميدية خلال العقد ...
0 التعليقات :
إرسال تعليق