الاثنين، 12 أبريل 2010

Green Zone

كتب : محمد المصري

التقييم : 2.5/5

بطولة : مات ديمون ، جريج كينير ، إيمي رايان
إخراج : بول جرينجراس (2010)

رُبما يكون بول جرينجراس هو أفضل مخرج live-action في هوليوود حالياً ، استطاع خلال عِقد واحد أن يَمتلك بصمة سينمائية واضحة ، أعجبني في Bloody Sunday و راقني بشدة في جزئين أخرجهم من ثلاثية بورن ، وأبهرني في United 93 الذي أعتبره ضمن صفوة أفلام العقد الماضي ، ولكن المُحبط أنه تاه في رحلته إلى العراق .

هذه المرة يتتبع جرينجراس ضابط الجيش الأمريكي روي ميلر الذي يبحث عن أسلحة الدمار الشامل التي قامت الحرب ضمن فرضية وجودها في العراق ، ليكتشف خلال ذلك علاقات خفيّة جَمعت بين قيادي في حزب البعث و أقرب رجال صدام حسين من ناحية وبين وكالة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع الأمريكي من ناحيةٍ أخرى ، ويصبح همه الأكبر كَشف المؤامرة السياسية وخديعة وجود أسلحة دمار شامل من أجلِ إنهاء الحرب .

حتى الآن لا أعرف كيف لسيناريست كـ"برايان هيليجلاند" كَتب واحد من أفضل وأعقد نصوص التسعينات في L.A. Confdential أن يخط سيناريو كهذا ! ، نَحن لا نعرف عن أي شخصية في هذا العمل أكثر من تعريفها ، فهذا ضابط أمريكي يبحث عن الحقيقة ، وهذا رجل مخابرات يريد استمرار الحرب ، وتلك صحفية تساعد الجندي ، وذاكَ مواطن عراقي يأتي من الفراغ ، كل شخصيات الفيلم بلا استثناء مُسطحة لدرجة الهَزل وهي – إلى جانب ذلك – تُحرّك الأحداث وفق "كليشيهات" أفلام المخابرات المُعتادة دون أي زيادة أو نقصان ، كُل أحداث الفيلم كانت مُفتعلة ومتوقعة بشدة ، ومن ناحية سياسية فهي تفتقر للعمق ، هليجلاند يُدين السياسات الأمريكية التي أدت للحرب عَبر معلومات مغلوطة لم تحاول التأكد من صحتها ، ولكنه يؤكد في المُقابل أن العراقيين أرادوا دوماً التخلص من صدام حسين وحزب البعث حتى لو كان ذلك بالتعاون مع الجيش الأمريكي ، وهو تناول توفيقي وطفولي للغاية في رأيي .

بول جرينجراس نفسه كان تائهاً بشدة بين محاولة التعامل مع جزئية (كشف الحقيقة) اتجاه حرب العراق وبين تناوله كفيلم حركة لا يبتعد كثيراً عن جزئي "بورن" الأخيرين ، رأيتُ سطحية في الجانب الأول ، وتكرار وعدم إشباع في الجانب الثاني ، فالأمر ليسَ مجرد كاميرا محمولة وركض المصوّر وراء مات ديمون مع مونتاج سريع للمشاهد ، ثُقل الدراما في أفلامه السابقة هو ما أنجحها ومَنح لمشاهِد الحركة قيمتها ، وخفتها في فيلمه هذا خلّفت وراءها فيلماً سيئاً .. للأسف !!


0 التعليقات :

إرسال تعليق

Flag Counter