كتب : محمد المصري
التقييم
: 2.5/5
بطولة
: مات ديمون ، جريج كينير ، إيمي رايان
إخراج
: بول جرينجراس (2010)
رُبما يكون بول جرينجراس هو أفضل
مخرج live-action في هوليوود
حالياً ، استطاع خلال عِقد واحد أن يَمتلك بصمة سينمائية واضحة ، أعجبني في Bloody Sunday و راقني بشدة في جزئين أخرجهم من ثلاثية بورن ،
وأبهرني في United 93 الذي
أعتبره ضمن صفوة أفلام العقد الماضي ، ولكن المُحبط أنه تاه في رحلته إلى العراق .
هذه المرة يتتبع جرينجراس ضابط الجيش الأمريكي
روي ميلر الذي يبحث عن أسلحة الدمار الشامل التي قامت الحرب ضمن
فرضية وجودها في العراق ، ليكتشف خلال ذلك علاقات خفيّة جَمعت بين قيادي في حزب البعث
و أقرب رجال صدام حسين من ناحية وبين وكالة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع الأمريكي
من ناحيةٍ أخرى ، ويصبح همه الأكبر كَشف المؤامرة السياسية وخديعة وجود أسلحة دمار
شامل من أجلِ إنهاء الحرب .
حتى الآن لا أعرف كيف لسيناريست كـ"برايان هيليجلاند"
كَتب واحد من أفضل وأعقد نصوص التسعينات في L.A. Confdential
أن يخط سيناريو كهذا ! ، نَحن لا نعرف عن أي شخصية في هذا العمل أكثر
من تعريفها ، فهذا ضابط أمريكي يبحث عن الحقيقة ، وهذا رجل مخابرات يريد استمرار الحرب
، وتلك صحفية تساعد الجندي ، وذاكَ مواطن عراقي يأتي من الفراغ ، كل شخصيات الفيلم
بلا استثناء مُسطحة لدرجة الهَزل وهي – إلى جانب ذلك – تُحرّك الأحداث وفق "كليشيهات"
أفلام المخابرات المُعتادة دون أي زيادة أو نقصان ، كُل أحداث الفيلم كانت مُفتعلة
ومتوقعة بشدة ، ومن ناحية سياسية فهي تفتقر للعمق ، هليجلاند يُدين السياسات
الأمريكية التي أدت للحرب عَبر معلومات مغلوطة لم تحاول التأكد من صحتها ، ولكنه يؤكد
في المُقابل أن العراقيين أرادوا دوماً التخلص من صدام حسين وحزب البعث
حتى لو كان ذلك بالتعاون مع الجيش الأمريكي ، وهو تناول توفيقي وطفولي للغاية في رأيي
.
بول جرينجراس نفسه كان تائهاً بشدة بين محاولة التعامل مع
جزئية (كشف الحقيقة) اتجاه حرب العراق وبين تناوله كفيلم حركة لا يبتعد
كثيراً عن جزئي "بورن" الأخيرين ، رأيتُ سطحية في الجانب الأول ، وتكرار وعدم
إشباع في الجانب الثاني ، فالأمر ليسَ مجرد كاميرا محمولة وركض المصوّر وراء مات ديمون مع مونتاج
سريع للمشاهد ، ثُقل الدراما في أفلامه السابقة هو ما أنجحها ومَنح لمشاهِد الحركة
قيمتها ، وخفتها في فيلمه هذا خلّفت وراءها فيلماً سيئاً .. للأسف !!
0 التعليقات :
إرسال تعليق