الثلاثاء، 6 أبريل 2010

A woman under the influence

كتب : أحمد أبو الفضل
التقييم : 5 من 5


بطولة : جينا رولاندز, بيتر فوك
إخراج :
جون كازافيتس


"الجنون", يمكنك أن تستحضر كل ما اختبرته في حياتك بشأنه, كل المشاهد التي احتوت على تيمة الجنون, كل الأفلام التسجيلية و الروائية التي حاولت أن تنقل إليك تجربة صادقة لشخص يعاني أمراً مماثلاً, لكن في كل ما استحضرت أنا لم أجد تجربة صادقة و حقيقية مثل تجربة مشاهدة هذا الفيلم, جملة واحدة ظلت تتردد في أذني بعد الانتهاء من المشاهدة "هذا هو أقرب حقيقة أعرفها عن الجنون".

ميبل, بطلة الفيلم, في مشهدها الأول, تبدو مضطربة,قلقة, منهكة, محاطة بأولادها دائماً, و لا تبدو أن أمورها تسير على ما يرام مع زوجها الذي يعتذر لها عن الوقت الذي وعدها بأن يقضياه سوياً لظروف عمله المتطلبة و القاسية, يعاني الاثنان من غياب مساحة من الحرية و الخصوصية لهما معاً كزوجين, غرفة نومهما هي غرفة الطعام, حتى الحمام الذي يبدو بديهياً أن تنعم فيه بالخصوصية يحتاج إلى لافتة مكتوب عليها "خصوصية", ربما للتنبيه, ساعات إحباطها تقضيها وحيدة في محاولات يائسة لاستحضار الهدوء و الموسيقى الكلاسيكية إلى حياتها, كل شيء يدفعها إلى أن تسوء حالتها العقلية تدريجياً, حتى يصبح من الضروري أن تتلقى علاجاً طبياً في مؤسسة علاجية, فعندما تصبح التفاصيل الصغيرة ,مثل انتظار أتوبيس المدرسة, معقدة و مرهقة إلى هذه الدرجة, فلا يمكن تخيل أن حياة ميبل ستستمر.

بعد أن تخضع ميبل لعلاج مدته ستة أشهر, تعود لمنزلها و يستقبلها زوجها و بعض أفراد من العائلة, لا يبدو أنها تعافت تماماً, و في لحظات لا يبدو أنها تعافت على الإطلاق, لكن الفيلم ينتهي نهاية متفائلة, فالحياة بنصف المنطق الذي تعيش به ميبل و نصف العقل الذي يعيش به زوجها نيك الذي لا يقل عنها جنوناً, الحياة بنصفي عقليهما تبدو حياة سعيدة و تستحق النضال, ربما أكثر من حيوات أخرى أكثر اكتمالاً, و أكثر منطقية, كازافيتس يعرف عن الجنون أكثر مما نعرف عن العقل.

0 التعليقات :

إرسال تعليق

Flag Counter