الأربعاء، 3 مارس 2010

Ran

كتب : أحمد أبو الفضل

التقييم : 5 من 5

بطولة : تاتسويا ناكاداي , دايسوكيه رايو
إخراج : أكيرا كوراساوا

أكيرا هو أعظم مخرج نقل الملاحم الحربية التاريخية للسينما في رأيي, الحرب في ران ليست حدثاً نعرف منه في النهاية من المهزوم و من المنتصر كما تعودنا, الحرب في هوليوود-كما تعودنا- فقرة من سبع دقائق مفعمة بالمشاعر السطحية و السلوموشن و كثير من الدماء و الحركات "الكول", لكن في فيلم ران,المعارك جزء مهم من نسيج الحكاية و الدراما, المعارك لا يمكن أن تختزل, المعارك مفعمة بالتفاصيل و الواقعية الاستراتيجية إن جاز التعبير, ربما لاعب مخضرم للألعاب الاستراتيجية الإلكترونية مثلي يمكنه أن يفهم بسهولة معنى الدقة الاستراتيجية التي تمكن أكيرا من نقلها لمعارك أفلامه, و أثناء المشاهدة أشعر كأني داخل المعركة, لم أفقد الإحساس بالمكان و أنا أشاهد الفيلم, فكثير من المعارك في السينما تجعلني أحياناً أشعر بالضياع بين الفرق المتحاربة و من يهاجم من و من يأتي من أين, لكن في ران كل شيء واضح و الأهم أن كل شيء مهم.


الفيلم مستوحى من مسرحية الملك لير لشيكسبير, قائد ياباني مسنّ يقسم ملكه على أبنائه الثلاثة, و على الرغم من انتقاد إبنه الأصغر لقراره خوفاً منه على أبيه و من سوء طباع البشر المتمثل في أخويه, إلا أن الأب ينفذ قراره, و من هنا تتطور العقد الشكسبيرية للأبناء و كذلك الصراعات بينهم و يجد الأب نفسه شبه مطرود من داخل ملكه السابق على يد أبنائه ليواجه عقدة الندم, و الذنب, و الخوف, و الوحدة, أكيرا في عامه الخامس و السبعين -وقت عرض الفيلم- يعرف الكثير عن الشيوخ.

"الرب هو الذي يبكي علينا"

تنقل هذه الجملة روح التراجيديا في الفيلم حيث يسير أبطاله جميعاً نحو مصائر حزينة يبدو و كأنها حتمية الحدوث, و لا يزال يشعر الأب بالندم إلى أن يلتقي ابنه البار من جديد بعد أن تأكد له أنه الوحيد من أبنائه الذي يستحق ثقته, يطلب منه الغفران, يطلب فقط قليلاً من الوقت ليحكي له حكايات لم يحكها له من قبل, لكن لا يمهله الموت أكثر من ذلك ,لينظر له و قد فارقت الحياة وجه ابنه, و يسمع من بعيد بعد أن غدت الأمور واضحة له, "هل ترى وجهه الآن, هل يبدو لك منافقاً؟" , عند هذه النقطة بالتحديد في الفيلم, تحول الفيلم من فيلم عظيم إلى فيلم عظيم في قائمة المفضلات.

0 التعليقات :

إرسال تعليق

Flag Counter