كتب : محمد المصري
التقييم
: 4.5/5
بطولة
: جاري كوبر ، جريس كيلي ، كيتي جورادو
إخراج
: فريد زينيمان (1952)
مُجَرَّد التفكير في إخراج فيلم ويسترن ضِمن
الوقت الحقيقي لأحداثِه وخلق إثارة سينمائيَّة رائعة وعميقة في آنٍ واحِد هو إنجاز
يَستدعي الدّهشة ، خصوصاً حين يَحدُثُ ذلك مُنذُ ما يزيد عن نِصفِ قرن ! .
قِصة الشريف ويل كين الذي يكتشف بعد
دقائق مِن زواجه أن عصابة فرانك ميلر التي قَبَض عليها منذُ خمس سنوات ستعود إلى البلدة بعد
حوالي ساعة على قطار الثانية عشرة وأن عودتهم تلك تحمل في طياتها ثأراً قديماً
منه شخصياً ورغبة في فرض سيطرة جديدة كانوا قد فقدوها مُنذ سنوات ، ومع قراره بالقبض
عليهم / قتالهم يصطدم بمخاوف أهل البلدة من مواجهةٍ كهذه وخوف زوجته نفسها من أن تراه
مقتولاً ، ليتركه الجميع ويضطر في النهاية لمواجهتم وحيداً.
فريد زينيمان أصيل جداً في هذا الفيلم ، يُبهرني بشدّة في
تلك الطريقة التي استطاع بها أن يحكي كُل شيء عَبر الوقت الحقيقي للأحداث وفي
"83 دقيقة" فقط ، مِن السهل تلمُّس العلاقات القديمة والثأر
الشخصي في علاقة كين و ميلر دون أن نعرف تماماً حقيقة ما حدث ، من المنطقي أن تجلس مُنتظراً
بشغف دقات الساعة حين تُعلن قدوم قطار ميلر ، ومِن القاسي متابعة نظرات جاري كوبر – في أداءٍ
بديع مَنحه أوسكاره الثاني - وهو يُعَبّر عن رَجل يَشعر بالواجب اتجاه شَرف مهنته وبلدته
وفي نفس الوقت يَشعر بالخزي من كونِ الجميع قَد تخلّي عنه في حينِ لم يعد يملك سوى
الاستمرار للنهاية ، راوغت نفسي كثيراً كَي أُعطي هذا الفيلم درجته الكاملة ، لأنه
مؤسس وثوري – بالنسبة لصنفه – ولأنه مؤثر فيما تلاه – هَل من الصعب ملاحظة تأثر الكوينز في No Country for Old Men به ؟
- ولأنه أصيل جداً في سرده للحكايَة ضمن وقتها ، وتجاوزه صعوبة أن يحدث ذلك في فيلم
ويسترن ، ولكن مشاكلي معه كانت واضحة لدرجة لم أستطع مراوغتها ،
هُناك مَشاهد أزعجني مونتاج لقطاتها وكان يمكنني تجاوزها إلا أن مَعركة النهاية لم
أستطع أبداً استساغتها ولا التفكير في أنها كان يُمكن أن تخرج أفضل كثيراً مما حَدث
، ورغم هذا فأنا أُقدر هذا العمل ومخرجه .. بعنف !
0 التعليقات :
إرسال تعليق