الاثنين، 15 مارس 2010

Contempt

كتب : أحمد أبو الفضل

التقييم :5 من 5

بطولة: بريجيت باردو, ميشيل بيكولي, جاك بالانس, فريتز لانج
إخراج: جان لوك جودار (1963)

يسير الفيلم في خطين متداخلين, الخط الأول: جيري المنتج الأمريكي, الذي يسعى لإنتاج فيلم عن الأوديسا و يسند مهمة إخراجه للنمساوي فريتز لانج, الذي يقوم بالدور بنفسه, لكن جيري لا يرضى بما يخرجه لانج من مشاهد تبدو من وجهة نظره مغرقة في فنيتها, لذلك يستعين بالكاتب الفرنسي بول لإعادة كتابة بعض المشاهد و التعديل عليها, محاولاً إنجاح الفيلم تجارياً.

الخط الثاني : عن الكاتب و زوجته, و تؤدي دورها بريجيت باردو, حيث يقبل الكاتب بمهمة تعديل السيناريو بشيء من الاضطرار, في بداية الفيلم يقول له المنتج أنه يعرف أنه بحاجة إلى المال, لأنه سمع بأن زوجته فائقة الجمال , هذا الرضوخ الذي أبداه الكاتب ليقوم بمهمة دونية الطابع مقابل المال, جعله مستحقاً لازدراء زوجته, لا نعلم ذلك على سبيل التأكيد, لكن يبدو بأن هذا هو السبب الأساسي لازدراء بريجيت له.

الفيلم في خطيه, غاضب, ناقم, متسائل, حزين, و من خلال الخطين يتكلم جودار عن العلاقات ,عن نجمته المقضلة و زوجته أنا كارينا/بينيلوب, عن الآلهة –في إشارة للمنتجين- و عن الأبطال الأسطوريين الذين تحدوا سطوتهم, عن أوديسيوس, عن نظرة جديدة على أوديسا هوميروس لا تظهر فيها بينيلوب بريئة كما نعتقد, جودار يتكلم عن نفسه, و عن السينما.

يتكلم جودار عن الإزدراء, ذلك الشعور الذي يكنّه للمنتجين أمثال جيري الذين منحوه للمرة الأولى ميزانية كبيرة لهذا الفيلم مقارنة بسابق انتاجه, و من تجربة ذاتية فرضها عليه منتج الفيلم, كان جودار على إثرها مضطراً أن يخلع عن بريجيت باردو ملابسها استجابة له, فيرضخ جودار بمشهد افتتاحي ملهم تجلس فيه بريجيت في السرير و هي عارية بجوار زوجها, تسأله هل تحب قدمي؟ مؤخرتي؟صدري؟وجهي؟كل ما في وجهي؟عيني؟فمي؟أذني؟ و تسير الكاميرا على جسد بريجيت العاري وكأن جودار يخاطب أمثال جيري في ازدراء واضح, "هل أنت راضٍ الآن؟"

و في ظل تجربة الفيلم الإنتاجية و تجربة فيلم الأوديسا الذي تدور حوله الأحداث, تتماهى الحواجز بين الواقع والفيلم, يبدو ذلك بوضوح في مشهد التترات الصوتية الافتتاحي, نشاهد فرانشيسكا – أحد شخصيات الفيلم- و هي تسير قادمة إلينا من بعيد, و على يسارها طاقم تصوير الفيلم أثناء تصوير المشهد على طريقة فيلم داخل فيلم.

يتوسط الفيلم مشهد طويل في المنزل بين الكاتب و زوجته يسألها فيه عن أسباب تغير مشاعرها تجاهه, لا يبدو أنه يعرف السبب تماماً و نحن معه كذلك, يتساءل و تزدريه, يحزن و لا تبدي هي تعاطفاً , بتأزم المشهد, لا يبدو أن هناك إجابات, جودار لا يثور في الفيلم تماماً مثل ما تعرض له فريتز لانج من قهر إبداعي, نعم هناك مشاهد عظيمة, لكن لا يمكن أن نرى جودار الثائر من خلف كل هذا الغضب و الحزن, من خلف كل هذا الازدراء.

0 التعليقات :

إرسال تعليق

Flag Counter