الثلاثاء، 9 مارس 2010

Lacombe Lucien

كتب : أحمد عبد الوهاب

التقييم : 4.5/5

بطولة : بيير بليز ، أورور كليمون ، هولجر لوفينادلر
إخراج : لوي مال (1974)

"لوسيان لاكومب" ترفضه المقاومة الفرنسية فيقبل عرض النازيين بالانضمام إليهم .

يفتتح المخرج الفرنسي "لوي مال" فيلمه ببطله "لوسيان" ينظف الأرضيات داخل دارًا لرعاية المسنين ، لا تستغرق طويلا حتى تشعر كم هي مهنة مملة لا تناسب طموح القروي المراهق .

ينتظر لوسيان الفرصة للهروب من الحياة الراكدة في ريف الجنوب الفرنسي ، يمارس الصيد ليقتل أيام الملل ، يأخذ لوسيان البندقية التي ورثها عن والده الغائب ليصطاد الأرانب ، الأرانب ليست بالصيد الثمين بالنسبة له ، هي كائنات أدنى ، لا يناسب هذا طموحه على أي حال .

يبدو الحزن في عين لوسيان لأول مرة عندما يرى حصانا نافقًا ، الحصان بالنسبة له كائن أرقى يستحق الحياة ، و كذلك يظن لوسيان نفسه ، يستحق حياة أفضل.

العيش في الجنوب الفرنسي إبان الحرب العالمية الثانية تجربة جديدة بالنسبة له ، الحرب لعبة مثيرة محاطة بالغموض ، ليس مهما للمراهق أن يحدد موقفًا تجاه ما يدور حوله ، الأهم هو أن يشارك ، أن يصبح لاعبًا أساسيًا .

الانضمام للصراع يمنحه صك الرجولة و إلا ظل مراهقًا منبوذًا داخل قريته ، أخيرًا يمكنه استخدام بندقيته فيما هو أهم من صيد الأرانب و لكن لا ترى فيه المقاومة الفرنسية أكثر من مراهق ؛ عندما يقوده الفضول و الصدفة إلى النازيين لا يتردد كثيرًا في قبول عرضهم بالانضمام إليهم .

لأول مرة سيكتسب احترام الآخرين ، السلاح الذي يحمله لم يعد لإرهاب الأرانب ، يقدم الآن نفسه بالصيغة الأرستقراطية :"لاكومب ، لوسيان" و يرتدي الثياب الفاخرة التي صنعها له الخياط اليهودي الهارب من باريس .

و كما يستغل النازيون الخياط مقابل حمايته، يستغل لوسيان سطوته الجديدة للتقرب من ابنة الخياط ، لكنه لا يزال يشعر أنه أدنى، يعتقد لوسيان أن سطوته هي كل ما يملك لينال إعجاب اليهودية الشقراء .

المراهقة هي أحد التيمات المفضلة للمخرج لوي مال و فضول المراهقين هو دائمًا مصدر الإثارة ، كما في فيلمه اللاحق عن الحرب العالمية أيضًا Au Revoir Les Enfants عام 1987 يشعر بطل لوي مال الصغير بالخطر فيقرر أن يحوم حوله ، الحرب أعقد من أن يستوعبها هؤلاء ، الحرب أكثر عبثية من أن يأخذها الصغار بجدية .

يستمتع لوسيان بالقرب من الخطر ، يتحرك هنا و هناك ، يرى الصورة بشكل أكبر و أوضح و لكنه لا يتغير ، هكذا يصنع لوي مال فيلمه بانسيابية شديدة في الإيقاع و تعبير بصري واضح لا يحرض على التفسيرات المتعددة .

يتحرك لوسيان بانسيابية ، يرى بوضوح و لكن لا يفهم ، تبدأ الحرب و تنتهي دون أن يقرر ما الخطأ و ما الصواب ، سنوات الحرب ليست الوقت المناسب لكي يكبر الصغار .


0 التعليقات :

إرسال تعليق

Flag Counter