كتب : بشرى محمد
التقييم : 4/5
بطولة : طاهر رحيم , نيل آريستروب
اخراج : جاك اوديار (2009)
مستلهماً الخطوط العريضة لشخصية مايكل كورليونى فى ايقونة افلام العصابات والجريمة The Godfather يسرد لنا جاك أوديار فى فيلمه الخامس - الفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان كان - قصة الست اعوام " المفصلية " فى حياة مالك الجبنة ( طاهر رحيم ) السجين الفرنسى الشاب ذو الاصول العربية .
هذا فيلمٌ عن اغتيال البراءة ، مالك كان يمتلك من " البراءة " مايــُـمكنه من ان يصبح شخصاً افضل مما صار عليه , ولكن الواقع الأليم داخل السجن لاتوجد فى قاموسه تلك الكلمة .. طريق الموت او طريق الجريمة هما الخيارين الوحيدين , ومالك كان عليه ان يختار .
هناك بـــُـعد اجتماعى ملموس فى السيناريو الذى كتبه جاك أوديار و توماس بيديغاين , يدين من خلاله الثنائى الشرطة الفرنسية سواء " الداخلية " التى حولت السجن - بفسادها - لغابة الحكم فيها للأقوى , او " الخارجية " التى فشلت - بتركها الحبل على الغارب للسجناء الزائرون - فى حماية المجتمع من شرورهم , ومن خلال اختياره لفرنسى مسلم ذو اصول عربية ليكون شخصيته الرئيسية – وفى ظل المسار الاجبارى للشخصية وكل العفن المحيط بها – يرد أوديار الاعتبار ولو جزئياً للمسلمين المضطهدين المشار اليهم دائماً باصابع الإتهام من قبل المجتمع الفرنسى .
اذا كان البـــُـعد الاجتماعى لسيناريو A Prophet قد اضاف للعمل فإن مافعله البـــُـعد الدينى للسيناريو هو العكس تماماً ، فعلى الصعيد الرمزى هو جانب مـُـقحم تماماً , وعلى صعيد المعالجة نفسها هناك افتقار واضح فى رؤية الثنائى الفرنسى للمعرفة الدينية التى تمكنهما من العمل السليم على تلك الجزئية " الثابتة " فى العقيدة الاسلامية .
هناك لحظات سينمائية لاتـُـنسى فى هذا العمل ، نظرات مالك المتطلعة لما وراء نافذة العربة التى اقلته للسجن ، هواء الحرية العليل الذى استنشقه فى ليلة خروجه الاولى ، مقعد سيزار المشغول بإثنين من السجناء قرب النهاية ، دخول السيارات "المهيب" للكادر فى مشهد النهاية ، و فى مقدمة كل هذه اللحظات تأتى الاثنى عشر دقيقة التى تبدأ بأمر سيزار لمالك بقتل رياض وتنتهى بإتمام المهمة. على صعيد الاداء التمثيلى جسد الفرنسى المخضرم نيلز آريستروب شخصية سيزار لوتشيانى زعيم السجن بشكل ممتاز , بينما كان الاداء الراقى الذى قدمه طاهر رحيم هاهنا أحد افضل الاشياء التى حدثت فى عامنا السينمائى هذا.
0 التعليقات :
إرسال تعليق