كتب : فراس محمد
التقييم : 4.5/5
بطولة : تاو جاو ، جو لان
إخراج : جيا زنك كيه (2006)
بالرتم البطيء ذاته الذي عُرف به ، أحد ابرز مخرجي الجيل السادس في
الصين جيا زنك كيه توغل فيه الحياة المنهارة نتيجة كل التطورات
الاقتصادية التي حدثت في أحد مناطق الحكم الذاتي في الصين , الرجل استطلع وإن كان
بالطريقة الصعبة ان يعطي لقصة ابطاله ابعاد سياسية واقتصادية مواكبة لعملية البحث
التي يعيشها ابطاله , منذ اللقطة الأولى للفلم يبدو واضحا أنه لم يرغب بتسليط
الضوء على عملية البحث بقدر رغبته في تسليطه على واقع هذا البحث وكمية الانهيار
والتداعي لهذا الواقع من خلال قصتين , رجل عائد لقرية زوجته التي "ابتاعها"
قبل 16 عام , وامرأة عائدة لطلب الطلاق من زوجها الثري دون اي رابط واضح بين
القصتين سوى الشعور بالتوهان اثر عملية البحث هذه .
زنك كيه كما العادة يُحسس
مشاهديه انه سيقدم لهم تلك النوعية من المشاهد الخارجة تماما عن سياق الحبكة تكمن
في كثير منها أسرار العمل او فلسفته , الحركة البطيئة للكاميرا المترافقة مع مشاهد
أغلبها تتضمن عمق اخضر اللون مكسو بالضباب الابيض الشديد التأثير من الناحية
البصرية للدرجة التي اعطى من خلالها روح لوني للعمل , كلها أمور ساعدت في ان تجعل
من السهل الغرق بتفاصيل العمل وملاحظة ما يُقال بين مشاهده , او مضامين العمل
العامة , الرجل كان يوحي بالجو العام بدل تصويره كحدث , (قرية مغمورة بالماء –
قرية على وشك الهدم بأمر من الدولة – العملات المختلفة , الصيني ذو اللباس التراثي
الذي يلعب على موبايله إحدى الألعاب الألكترونية – الاغاني التي نسمعها عند رنين
الهاتف المحمول مترافقا مع صور الزعيم ماو على نشرات الاخبار – والجسر الذي أنار
ليل القرية) .
ما يحاول زنك كيه تقديمه من خلال هذه الشخصيات الهامشية في الحياة , وفي
فلمه ايضا كما في Platform
عام 2000 و A Touch of Sin
عام 2013 , هو اثر الزمن وتطوره على
الحياة في الصين , على استسلام الصينيين لأي تطور يحمله هذا الزمن وكأنه آخر ما
يعنيهم , وكأن تلك التطورات لا تأخذهم بعين الاعتبار , تقديم فكرة التطور بمنحاها
السلبي جعل من شخوصه ضحايا لشيء لا يدركونه , أو جعلهم هوامش في بلدانهم لا يعرفون
منها سوى بحثهم الشخصي في الماضي الذي يحمل ملامح انسانية قليلة .
الفلم حاز على أسد فينيسيا عام 2006 .
0 التعليقات :
إرسال تعليق