كتب : أحمد أبو السعود
التقييم : 4.5/5
بطولة : هولغر أندرسن ، نيلز ويستبلوم
إخراج : روي آندرسن (2014)
يحكى فيلم روى أندريسون المُتوج
بأسد فينيسيا الذهبى عن ثلاث لقاءات مع الموت .
يقول أندريسون أنه استلهم قصة فيلمه من لوحة بيتر بروغل الشهيرة "The Hunters in the Snow" و أن ما أثار اهتمامه فى اللوحة هو تلك الطيور الواقفة على أغصان الشجرة و تخيل أنها واقفة هناك تتسائل و تتعجب عما يفعله أولئك الذين نراهم فى اللوحة ، روى أندريسون يتعجب فى فيلمه عما نفعله فى حياتنا .
تمر الثلاث لقاءات
سريعاً ، تحدث بسرعة و بدون تمهيد ، السخرية اللاذعة تٌغلف تراجيديا الموت و فجأته
، بعد الموت تبدأ شخصيات الفيلم فى الظهور ، لا يلتزم أندريسون هنا بسرد
واضح و لا بشخصيات تسير في اتجاه واضح ، هو هنا - كما فى فيلميه السابقين - يتحرر
من آلية الحكي التي تحكم أي سرد ، تتداعى أفكاره بشكل حر رغم ثبات كادراته و طولها
النسبي ، تجد مثلاً أحد الشخصيات تقف أمام الكاميرا و تحكى عما كان من المفترض أن
تفعله ، أو تجد أندريسون فجأة يقطع من مشهد فى بار ما على مشهد آخر في نفس
البار لكن فى فترة زمنية ماضية ، فلنتأمل طريقة القطع في هذا المشهد ، تسود الشاشة
و لكن تستمر الأصوات - أصوات الناس الذين يتحدثون في البار - ، لا تختفى و لا
تختلف الأصوات ، فقط انتقلنا إلى فترة زمنية أخرى فى نفس البار ، و فجأة داخل
المشهد الجديد يبدأ فاصل غنائي عظيم ينتهى بتقبيل مجموعة من المٌفلسين لصاحبة
البار كثمن - هي ارتضته - للشراب الذى تقدمه لهم ، المشهدين متناقضين في طبيعتهما
، الأول يسيطر عليه الكآبة و البرود و الثاني مُبهج ، و رغم القطع لكن أندريسون يربط
بينهما بانسيابية شديدة من خلال الأصوات ، فالأشخاص في المشهد الأول هم - مجازاً و
فعلياً - هم نفس الأشخاص فى المشهد الثاني ، أندريسون يُغلف مرارة
الحياة و برودها بسخرية لها وقع مُبهج ، كوميديا من نوع خاص جداً تكتسب قيمتها
بالأساس من ذلك المزج الفريد الذى يصنعه أندريسون .
0 التعليقات :
إرسال تعليق