التقييم : 4/5
بطولة : جيك جيلنهال ، رينيه روسو
إخراج : دان غيلروي (2014)
يحكي الفيلم قصّة لويس ، وهو شخص
صلب ، بارد الأعصاب ، طمُوح يحاول شق طريقه في مدينة لوس انجلوس ، هو عاطل
عن العمل ويعيش وحيداً ، يحاول في سرقة الأشياء المُستعملة وبيعها لكنّه يفشل
دائماً ، يتحوّل بعدها الى تصوير الحوادث في مسارح الجريمة بأدوات بسيطة جداً ،
ويعرض مقاطع التسجيل علي القنوات التلفزيونية بأجر بسيط ، ويبدأ في الاتفاق مع
قناة خاصة ، ويتطور الأمر الي اقامة علاقة مع مُديرة البرامج في قسم الأخبار ، يحاول
اقامة علاقة عاطفية معها بكل جراءة وابتزاز رغم فارق السن بينهما ورغم رفضها ذلك
في البداية .
لويس في الفيلم شخصيّة
مريضة نفسياً ، يتظاهر بالابتسام دوماً ويحمل في داخله طاقة كره مُدمرة ناحية
البشر ، يحتقر كل العلاقات الانسانيّة ويستغلّها فحسب في الوصول الي القمّة ،
ويساعده علي ذلك المُجتمع نفسه ومساراته المُعقدة والمريضة ، وخصوصاً علي صعيد
التوجّه الاعلامي واللهاث خلف العنف والدمويّات التي تجذب مُشاهدين اكثر من
المألوف .
ما يجعل الأمر مًثيراً
في تجربة دان جيلروي الأولى في مسيرته هو اتجاهه في عرض التوجّه
الاعلامي وسيطرته في محاور مُهمّة ، شخصيّة لويس نفسها في وصوليّته
و استغلاليته لأي شيء يقع في طريقه ليصل الي القمّة ، شخصيّة نينا بوصوليّتها
و رغبتها في اجتذاب القدر الأكبر من المُشاهدين ، والعلاقة النفعيّة البحتة بين
الاثنين وهذا هو ما يُعطي للعلاقة مظهرها الجذّاب ، بجوار ذلك ينجح جداً في تصوير
العالم الليلي الكئيب مُنعدم الانسانيّة في مدينة لوس انجلوس في انجاز تصويري كبير
من الاوسكاري روبرت ايلسويت .
المُشكلة التي
واجهتني في الفيلم هي الشعور بأن هُناك حدثاً مُهمّاً سيدور في بداية الفيلم ،
هناك نوع من النفس الملحمي سُرعان ما ينتهي مع مرور أحداث الفيلم لأن بالأساس
الشخصيّة هي محور الأحداث والجوهر الحقيقي ، بينما اشكاليّة الاعلام هي صورة
لتقديم تطوراتها او لعرض الدراسة السلوكيّة ، بالإضافة الي نوع من تسيير الأحداث
بشكل مُفتعل خصوصاً في مشهد التخلُّص من مُنافسه ، أو حتى في الصعود السريع
لشخصيّة لويس .
مستوي الآداءات
التمثيليّة في الفيلم هو أعظم ما فيه بلا شك ، جاك جلينهال يُقدّم
أعظم اداءته على الاطلاق ، يخطف أبصار المُشاهدين منذ ظهوره و حتّى نهاية الأحداث
بنظرات عينيه المُخيفة وابتسامته التي تخفي وراءها شخصاً عديم الانسانيّة ولا
يعترف بالأخلاق ، وبجانب ذلك رينيه روسو تُقدّم اداءاً مُتمكّناً جداً ومحيطاً بكل جوانب
الشخصيّة وبالعلاقة بينها وبين لويس
.
في المُجمل هذا الفيلم
عن العواقب التي تُقدمها المُجتمعات الحديثة لمن أراد النجاح و التغاضي عن أي
قواعد أو اخلاقيّات ، يُقدّم واحدة من أكثر الشخصيّات تأثيراً في المُشاهد وأكثرها
بناءً واحكاماً .
0 التعليقات :
إرسال تعليق