كتب : محمد السجيني
التقييم : 3/5
بطولة : إيدي ريدمين ، فليسيتي جونز
إخراج : جيمس مارش (2014)
الفيلم المأخوذ من سيناريو انطوني مكارتن ، الذي نجح بعد أعوام ثلاثة في اقناع جين زوجة ستيفن هوكينج
بالموافقة علي تحويل كتابها Travelling to Infinity: My
Life With Stephen الى سيناريو سينمائي
، يحكي قصّة ستيفن الشاب الطَمُوح والطالب في جامعة كامبردج الساعي الى
اكتشاف الحقائق فيما يتعلّق بالكونيّات ، وبجوار ذلك يحكي مآساته مع المرض الذي
يصيبه في مُقتبل عمره والذي يؤثّر علي كل حركاته وعضلاته ، يحكي وقوف زوجته بجانبه
واصرارها علي التمسُّك بحبه رغم ان الأطباء منحوه عامين فقط للعيش ، يُكمل هوكينج رحلته
ويكمل كتابه (تاريخ مُختصر للزمن) رغم كُل ما يواجهه .
في التمهيد ينجح الفيلم في خلق حالة جيدة من الشاعريّة جديرة بخلق
قصّة حُب تدفع المُشاهد لمُعايشة شخصيّاته ، يُعد المُشاهد لقصّة حُب جبّارة تقهر كُل
شيء ، لكن بمُجرّد مرض هوكينج يتوه الفيلم بين شرح النظريّات والاهتمام بالعلم
والتفسيرات ، وبين الدراسة النفسيّة لشخصيّة هوكينج ، وبين
المشاكل الزوجيّة والميلودراميّات المٌبتذلة عن زوجة تساعد زوجها المُعاق وتقيم علاقة
مع شاب آخر في السر ، وهذه هي مٌشكلتي الأكبر مع الفيلم ، محاولته الدائمة في مزج
القليل من كُل شيء جعلت الفيلم في النهاية بلا مضمُون تقريباً ! ، اعتماده الكُلّي
علي اداء ايدي ريدماين واختفاء فيلستي جونز و افتعاليتها في الأداء هدمَت حتّى قصّة صعود عالم
كبير اعتماداً علي زوجته - وهي قصّة تقليديّة
بالأساس - ولكن ليس من عَادتي انتقاد أي عمل سينمائي لمُجرد اعتماده علي دراما سبق
تقديمها ، او حتّى عدم وُجود حدث يدفع النص في اتجاه مُعيّن ، لكن هُنا اعتمد علي
مَدى الصدق في التقديم ، وهذا أمر انطباعي للغاية
.
الأمر الآخر هو العاطفيّة الشديدة في تقديم الأحداث ، هذا الكم يستدر
دمُوع المُشاهد بشكل مُبالغ فيه ، وهو أمر لم اشعر معه بالارتياح مُطلقاً وبدا مُفتعلاً
الي حد كبير ، وعلى صعيد آخر تظهر مُشكلة الفيلم في تجسيد الزمن ، مكياج سيء لا
يتناسب مُطلقاً مع تطوّر مراحل المرض التي يصوّرها ايدي ببراعة شديدة جداً ، ايدي ريدماين
هُنا يقدّم اداءًا صلباً ، تفاعله الشديد مع شغف شخصيّة مثل هوكينج حتي
قبل اصابته بالمرض ، مروراً بالمرض والتحكّم في عضلات الفك والوجه ، تفاعله مع
الجمهور والقاؤه للدعابات بشكل يخطف تركيز المُشاهدين من كُل ما يحدث أمامهم على
الشاشة .
اجمالاً انا لا أحب هذا النوع من التجارب السينمائيّة ، محاولات خطف
القليل من كُل شيء ووضعها في عمل واحد غالباً ما تُنذر بالفشل ، اختفاء الأرض
الصلبة التي يقف عليها النص في تقديم أحداثه والاعتماد فقط علي اسم هوكينج لم
يكُن كافياً لصناعة فيلم أوسكار ، او حتّي صناعة سيرة تليق بهوكينج نفسه .
0 التعليقات :
إرسال تعليق