كتب : محمد السجيني
التقييم : 4/5
بطولة : براد بيت ، كيت
بلانشيت
إخراج : ديفيد فينشر (2008)
تدور قصّة الفيلم حول بنجامين الذي وُلد طفلاً بوجه عجوز وينمو في الاتجاه المُعاكس
، بحيث تنتهي حياته طفلاً صغيراً بين يدي المرأة الوحيدة التي أحبها سواء وهو كبير
او وهو صغير .
هُناك بصمة واضحة لديفيد فينشر في أفلامه ، وهي تمسّكه بمُعالجة واقعيّة في أفلامه
حتي وان كانت الأمور تفوق الخيال ، وعلي الرغم من ان هذا الفيلم لا يبتعد كثيراً
في هذه الجُزئيّة الا اني اعتبره اكثر الافلام اختلافاً في مسيرة مُخرج كبير بحجم ديفيد فينشر ، الاختلاف
هُنا لا يأتي من عمل ذاتي أو فلسفي بشكل ما ، لكن تكنيك ديفيد فينشر الاخراجي
نفسه مُختلف في هذا الفيلم ، لا ايقاع لاهث سريع ولا مونتاج حاد ، هُناك حالة من
التسليم التام بحالة بنجامين ، أمر يجعل من المُعالجة السينمائيّة للفيلم عظيمة
جداً ، حين يُقابل بنجامين أي شخص آخر لا يُركز الفيلم علي الوضع الغريب لبنجامين
، لكن الأمر يبدو مُتقبَّلاً وطبيعياً جداً .
علي صعيد الصُورة ، أسلوب تصوير الفيلم واحد في البداية او النهاية او فصول المُنتصف بحيث أصبح الفيلم في النهاية نسيج واحد ، لونه بني داكن ومليء بالظلال ، أمر جعلني استحضر كوبريك في مشاهد مُعينة من الفيلم .
كلاوديو ميراندا مُدير التصوير يخلط ما بين الزوايا الكلاسيكيّة للكاميرا وبين الزوايا الضيقة ، يجعل الصورة باردة في أحيان كثيرة ، أمر يجعل من الصورة في الفيلم صوت آخر للشخصيّات يُحادثنا .
مونتاج كيرك باكستر و أنجوس وول صعب جداً ، خصوصاً عند الحديث عن وجود زمنين في الفيلم
، الزمن الطبيعي للأحداث ، وزمن بنجامين المعكوس ، لكن المونتاج ناجح جداً وحيوي جداً بحيث
يجعل فيلماً بهذا الطول لا يُمل منه مُطلقاً .
الأمر الوحيد الذي لم اشعُر معه بارتياح في الفيلم هو تتابع نهايته ، شعرت ان ديفيد فينشر فقد سيطرته علي الفيلم في نهايته ، أمر لم استطع تجاوزه في مُشاهدة ثانية للفيلم ، لكن في النهاية هو فيلم مُمتاز جداً ، كاد أن يكون ملحمة سينمائيّة عظيمة ، عن الحُب والموت وما يفصل بينهما من قضاء وقدر ، فيلم عن قوّة الحُب المُدمّرة وعن سطوة الزمن الأكثر تدميراً .
0 التعليقات :
إرسال تعليق