كتبت : فاطمة توفيق
التقييم : 4.5/5
بطولة : فيرله بيتنز ، يوهان
هيلدنبيرغ
إخراج : فيليكس فان غرونينغن (2013)
قبل الحديث عن أي شيء ، أحب أن أسجل افتتاني باسم الفيلم ، وهو اسم
المسرحية المقتبسة منه ، وكاتبها هو جوهان هلدنبلرج الممثل الذي قام بآداء دور ديديير
الشخصية الرئيسية في الفيلم.
بالنسبة للفيلم ، السيناريو ذكي للغاية ، ينتقل بين الخاص من حياة
الانسان الشخصية والعام من أمور العالم السياسية والدينية بشكل رشيق تلقائي غير
متوقع ، يضعك على المحك في مواجهة ما تحب وما تؤمن به مع ما يحدث من حولك ويعبث في
حياتك رغماً عن إرادتك ، فيصعب تصنيف الفيلم أنه يتناول فقط قضايا أخلاقية أو
سياسية كالقتل الرحيم أو مدى سيطرة أمريكا على العالم أو الإيمان بالإله في حين
أنه يقدم لك جرعة إنسانية دسمة من خلال قصة الحب العذبة بين ديديير و إيليز ومرض
ابنتهم بالإضافة إلى الجرعة الفنية المقدمة من خلال آداء إخراجي وتمثيلي عالٍ جداً
مع خلفية موسيقية عظيمة من أغنيات موسيقى الكانتري التي تضفي على الفيلم بهجة قوية مميزة رغم كل الحزن
الذي يسكنه ، وفي نفس الوقت سيكون من الظلم اختزاله كفيلم يحكي فقط قصة حب بين رجل
و امرأة وكيف تطورت الأمور بينهما.
استطاع السيناريو أيضاً أن يخلق شخصيات تتمتع بأبعاد مختلفة ، فـ (ديديير) لا يؤمن بالرب ويكره اعتماد الناس عليه في حين ان أغلب الأغاني التي يغنيها في الفيلم مستمدة من ترنيمات مسيحية دينية ، يحب أمريكا وموسيقى الكانتري التي تميزها ويغني أغانيها مع فرقته ولكنه لا يأبه بسياستها كثيراً ، تنهار أبراجها في عام 2001 وهو يوليها ظهره ، ويسب حكامها حينما تحكموا في حياته عن بعد ، وحقيقةً لا أجد في ذلك تناقضاً ، هو فنان يحب الفن ويبحث عنه أينما كان ، أما (إيليز) فعلى الرغم من إيمانها بالإله وبتحكمه في الحياة لا تستطيع تحديد موقف من قضية الخلايا الجذعية - وخصوصاً بعد انتهاء الأمر بالنسبة لها - ترفض استهزاء ديديير بمعتقداتها ، إلا انها لا تلبث فتنهي حياتها بيدها بعدما سئمت وأنهكت من كل شيء.
استطاع السيناريو أيضاً أن يخلق شخصيات تتمتع بأبعاد مختلفة ، فـ (ديديير) لا يؤمن بالرب ويكره اعتماد الناس عليه في حين ان أغلب الأغاني التي يغنيها في الفيلم مستمدة من ترنيمات مسيحية دينية ، يحب أمريكا وموسيقى الكانتري التي تميزها ويغني أغانيها مع فرقته ولكنه لا يأبه بسياستها كثيراً ، تنهار أبراجها في عام 2001 وهو يوليها ظهره ، ويسب حكامها حينما تحكموا في حياته عن بعد ، وحقيقةً لا أجد في ذلك تناقضاً ، هو فنان يحب الفن ويبحث عنه أينما كان ، أما (إيليز) فعلى الرغم من إيمانها بالإله وبتحكمه في الحياة لا تستطيع تحديد موقف من قضية الخلايا الجذعية - وخصوصاً بعد انتهاء الأمر بالنسبة لها - ترفض استهزاء ديديير بمعتقداتها ، إلا انها لا تلبث فتنهي حياتها بيدها بعدما سئمت وأنهكت من كل شيء.
وعلى الرغم من قصة حبهما الطويلة ، إلا ان هذه الفروق والتناقضات لا تظهر إلا بعد أن تم الدفع بكل ما بينهما إلى الحافة بعد كل ما تعرضا إليه ، مما يفرض عليك التفكير هل هذه الفروق مشكلة بالفعل ، مشكلة ليس فقط بين ديديير و إيليز وإنما بين أي اثنين تجمعهما قصة حب أما أنها وسيلة فقط للتنفيس عن كل الضغط والحزن والغضب.
الفيلم هو أحد أجمل أفلام عام 2013 بكل ما اشتمل عليه من إخراج قوي و مونتاج متميز جداً و آداء تمثيلي كما ذكرت عالِ وخلفية موسيقية تحيط بالفيلم كله لتصنع منه تحفة فنية متميزة.
0 التعليقات :
إرسال تعليق