كتب : مصطفى فلاح
التقييم : 1/5
بطولة : نيكول كيدمان ، تيم روث
إخراج : أوليفييه داهان (2014)
أفضل ما فعله السيناريست هو أختيار العنوان المُناسب للعمل , عن (غريس كيلي)
بعد أن حملت علم (موناكو) بين كتفيها كأميرة للبلاد و ليس عن (شقراء هيتشكوك)
و رحلة الشهرة نصف العقدية أمام الكاميرا ؛ مع أن هذا لم يمنع من إفتتاح سيد
الأثارة و التشويق بيوغرافية أوليفييه داهان الجديدة بمشهد إصراره على أسترجاع مُلهمته
المُفضلة لعمل واحد أخير بعد قرابة العقد على أتمام ثلاثة تحف هيتشكوكية متتالية .
قد يُعطي التلميح السابق الفكرة الخاطئة عن كون كاتب هذا الإنتاج
الفرنسي / الأمريكي المشترك يُدرك صُلب الموضوع الذي يرغب في تناوله , لكنه يبدو
غارقاً في شرود درامي لتناول هذه الثيمة الحياتية , ما خلفها و ما بعدها بتوليد
قراءة لسطور غير رئيسية , غير مُهمة لحياة الأميرة في سنة واحدة منذ دخولها القصر
الملكي ، بل يبدو مُصراً , منذ الوهلة الأولى , على تجاوز الإنتقاد بالتأكيد على
خيالية القصة و فبركتها المُتعمَدة بإستذكار خطي لما جاء على لسان (كيلي) ذات مرة
: "فكرة أن حياتي كانت أشبه بالخيال ، هي خيال بحد ذاته!"
في عمله السابق La Vie en Rose انتقصت وفرة القفزات
الزمنية التي يجعلها داهان مقَص تقليم لعمر أيديث كايسون (كوتيار في أداء مُبهر) القصير نسبياً في تخليد أسطورة (بياف) ، أما
هنا فلا أعيب نُدرتها فقط , و أنما استعاضة هذا النقص ضروري التواجد بمُعطيات لُغة
سينمائية (فضلاً عن مشكوكية أمانة الأقتباس) تزيد من رداءة الصنعة الفنية و تتولى
أستنزاف الكثير على الحواشي و القليل في سبيل الاتيان بجديد يُمتدح أو سابق يُثنى
على تكراره!
هو , داهان , يبدو مُصاباً بفراغ ابداعي في تشكيل عالمين يقع أحدهما
تحت سطوة الآخر , لا يبدو أكثر تعاطياً مع السياسة كما لا نشاهد ميله جلياً في
التكثيف على علاقة الأمير بالأميرة ؛ فلمه أشبه بتمثيلية تتّخذ شكلاً مناوئاً لتلك
المشاهد التي تبدو فيها السعادة قد فارقت (كيلي) مع مُغادرتها أستوديو السينما ، للأبد ! ، كما أن كيدمان , في
دور المعنية , تبدو كشخصية استوردها من المخزن الأميركي و ترجمها الى الفرنسية ؛
أداء هادئ , متواضع , خافت الصوت , و بعيد كل البعد عن رادار اختياراتها الجيدة
السابقة !
0 التعليقات :
إرسال تعليق