كتب : محمد السجيني
التقييم : 4.5 / 5
بطولة : ايرين جاكوب ، فلاديسلاف كوفالسكي
إخراج : كشيشتوف كايشلوفسكي (1991)
تدور قصّة الفيلم حول
فتاتين ، (فيرونيكا) في بولندا و (فيرونيك) في فرنسا ، لم يعرفا بعضهما ولكنّهما يشعران ببعضها ، تحصل
البولنديّة علي فرصة في الغناء الاوبرالي ، وفي لحظة غنائها تأتي لحظة موتها
المُفاجئة ، وفي فرنسا تتوقّف (فيرونيك) عن دروسها الموسيقيّة كأنّما شاهدت ما حدث لـ(فيرونيكا) .
بعد مُشاهدة أي عمل
لهذا الرجُل اجد نفسي تلقائياً مُمتناً لأن المُخرج ليس احداً آخر غيره ، مثلاً لو
كان هذا العمل من اخراج مُخرج امريكي ، لدخل العمل في طريق سيريالي بعرض القصّتين
بالتوازي ، لكن كيشلوفيسكي يعرض القصّة الاولي ثم يعرج منها الي الثانية ، كيشلوفيسكي
هُنا لا يُريد ان يُقدّم لغزاً ، فقط يريد من مشاهده ان يتأمَّل ويُسقط ما يشاهده
علي حياته هو ، لا يريد منه ان يُفسّر ويُحلل ، فالرجُل اصلاً لم يهتم بتفسير ما
يقدمه علي الشاشة .
عظمة كيشلوفيسكي في
هذا الفيلم ليست في ما يريد قوله ، فهو امرُ يختلف فيه الكثير ، وانما في طريقة
عرضه للحكاية نفسها ، الرجُل يجعل العمل جذاب جداً بتسلسله وتطور احداثه وتفاصيل
الحوار وتحوّلات السيناريو البسيطة ، وعلي صعيد الصورة هو عظيم بألوانه ومونتاجه
الانسيابي وحركة الكاميرا ختاماً رُبّما لا يفهم المشاهد ما يريد كيشلوفيسكي ان
يقوله ، خصوصاً مع محاولاته لاخفاء التلميحات السياسيّة ، لكن المُشاهد سيشعر بكل
ما يشاهده ويندمج في كُل تفصيلة ، وهذا برأيي اعظم مُنجزات السينما عبر تاريخها
الطويل ، لو قُدِّر لي ان اختار مُخرجاً واحداً يُثبت ان السينما من الانسان
للانسان ، بلا شك سأختار كريستوف كيشلوفيسكي .
0 التعليقات :
إرسال تعليق