كتب : خالد إبراهيم
التقييم : 4.5/5
بطولة : فولكر شبينجلر
إخراج : راينر فيرنر فاسبندر (1978)
"ليس من السهل أن ترى الجمال في
المعاناة ، هذا شيء صعب ، ويمكن فقط تفهمه إن بحثت بعمق داخلك !" – فاسبندر.
بعد حوالي خمسة
وثلاثين عاماً مازال الفيلم يثير تحفظ وغضب البعض ، تخيل كم الجرأة لدى فاسبندر
وقتها ، ويمكننا ربط تلك الجرأة بكونه منتجاً للعمل ، فبهذا حصل الرجل على الحرية
الكاملة لإخراج وكتابة ومونتاج وتصوير واحد من أهم وأجمل أفلامه ، فيلم يطرح بقوة
أسئلته المؤرقة عن الحب.
في بداية الفيلم
يخبرنا صوت فاسبندر تفسير عنوان الفيلم ، حيث يقول أن كل سبع سنوات تأتي سنة
قمرية ، وفيها يعاني العاشقون كثيراً كما يعانون أيضاً في السنوات التي يظهر بها
القمر ثلاثة عشر مرة ، فإن أتت السنة القمرية مع السنة ذات الثلاثة عشر قمر ، فهي
كارثة لهم ، العاشقون عند فاسبندر تتحكم مشاعرهم بصورة مهيمنة في اختياراتهم المصيرية.
(ألفيرا)
متحولة جنسياً تبحث عن الجنس في حديقة عامة فيُكتشف أمرها فتتعرض لضرب مبرح ،
حبيبها يتركها ، تحاول التمسك به فتتعرض للإهانة والضرب مرة أخرى ، تذهب مع
صديقتها العاهرة لدار الأيتام الكاثوليكي حيث نشأت ألفيرا التي كانت وقتها طفلاً
يدعى إيرفن
، من خلال ذكريات إحدى الراهبات يمكننا ملاحظة ملامح التغيير السلوكي العدواني
الذي تعرض له الطفل خلال مراحل نموه ، الطفل كان يريد العمل كصائغ لكنهم دربوه
ليصبح جزاراً ، تحمل بنت الجزار منه وتنجب بنتاً ، يتزوجا لكنهما ينفصلا لإنعدام
الشغف.
التفسير المباشر
لتحول ألفيرا
يكمن في حبها أنطوان ، فقد عملا سوياً في الجزارة ويوماً ما صرح إيرفن بأنه يحبه ،
فرد أنطوان مازحاً أنه من السيء أن إيرفن ليس امرأة ، يذهب إيرفن إلى (الدار البيضاء)
ليخضع لعملية تغيير الجنس ويتحول إلى ألفيرا ، يعود إلى أنطوان فيجد أنه لا زال
مرفوضاً.
أنطوان – أحد الناجيين من
معسكرات الإبادة النازية – سيترك الجزارة ويكون سمسار مالي له وزن ثقيل في مدينة فرانكفورت
، لكنه قاسي القلب لا يرحم ، يتوقع البعض أن من تعرض لهذا الكم من الوحشية ستجعله
التجربة رحيماً بغيره ، لكن فاسبندر يرى العكس و كالعادة لا يكترث للهجوم الشرس
عليه وعلي أفلامه أو لإتهامه بكونه عدو عتيد للسامية.
يعتقد فاسبندر
أن كل مخرج يحترم نفسه يمتلك موضوع واحد فقط يكرره كل فيلم ، ويُقر أن موضوعه هو
استغلال المشاعر، بدوافع وطنية أو دينية أو عاطفية أو جنسية ، شخصيات فاسبندر
دائماً تبحث عن الحب ودائماً ما يسحقها الحب ، في صرخته الأعلى (السنة ذات
الثلاثة عشر قمر) نجد تراكم الإساءة والاستغلال المجتمعي والفردي ساهم في
تضييق الخناق على روح محبة ، روح تحملت عدم حصولها على الحب في المقابل ، لكنها لم
تتحمل أن يقابل الحب الغامر الذي تحمله بالإهانة.
"الحب هو الشيء
الأفضل ، الأكثر غدراً ، الأداة الأكثر فاعلية للكبت الإجتماعي" - فاسبندر
0 التعليقات :
إرسال تعليق