السبت، 12 أبريل 2014

Blue is the Warmest Color

كتب : محمد المصري

التقييم : 5/5

بطولة : آديل إكزاركوبولوس ، ليا سيدو
إخراج : عبد اللطيف كشيش (2013)

طوال ثلاث ساعات يستغرقها هذا الفيلم ، لم يحدث إلا في مرات نادرة أن يستخدم مخرجه عبداللطيف كُشيش غير اللقطات القريبة Close-Up Shots لوجوه ممثليه ، لاحظت منذ البداية أنه ، و في الكثير من المشاهد ، لا يوجد حتى لقطة تعريفية بالمكان ، والغاية من ذلك واضحة ، هذا ليس فيلم زَمَن أو مَكان أو حدث ، و بالتالي ليس المهم هو الزمن أو المكان أو الحدث ، هذا فيلم عن "أديل"، و"أديل" فقط هي من نذهب إليها هُنا.

من الصعب الحِياد في الحقيقة ، لأيامٍ بعد المُشاهدة ظللتُ أخبر كل من أراه كم كان هذا الفيلم جميلاً ، وأنني مَفتوناً ، ثم أعدت مُشاهدته من جديد ، ولم يتغيَّر شيء ، كل ما في فيلم "عبداللطيف كُشيش" حُلو جداً

الحكاية ، كما هي مَعروفة ، عن العلاقة بين فتاتين ، ولكن في الجوهر ، الفيلم عن "أديل" تحديداً ، المراهقة الصغيرة التي تتعرَّف على نفسها وعلى العالم في سنين مُراهقتها ، وما من شيءٍ مميز في حكاية كهذه ، و لكن البطل الحقيقي لكل شيء هو "كُشيش"، و"التجربة" التي قرر صناعتها ، و سَعيه المُخلص لأن يجعل كل ما يحدث حياً جداً و صادقاً جداً، لم أتفاجئ بعد انتهاء المُشاهدة من معرفة أنه جعل بطلتي الفيلم تقرآن السيناريو مرة واحدة فقط قبل أن يُصبح كل شيء بعد ذلك مُرتجلاً ، و أنه صور 800 ساعة كاملة عبر ستة أشهر ليُخرج منها بثلاث ساعات في النهاية ، و أن التصوير تم بتراتبية زمنية لكل فترة من فترات العمل ، و أن بطلة الفيلم كانت تسمى في البداية "كلمنتين" قبل أن يجد نفسه يستخدم الكثير من حياة الممثلة "آديل آكزاركوبولوس" و يضمن فيلمه للقطات حقيقية لها في المترو أو أثناء تناولها للطعام أو سرحانها في فترات الراحة من التصوير ، فقرر تغيير اسم الشخصية و البطلة لأن التداخُل بين ما هو حقيقي و ما هو مُصَوَّر صار مُدهشاً.

تلك الطريقة ، و هذا القدر الطَموح من المُعايشة ، سمحا له أيضاً بقيادة "آديل" و"ليا سيدوكس" لاثنين من أفضل الأداءات النسائية التي شاهدتها في حياتي فعلاً ، و لا أجد في الأمر أي مُبالغة ، في فيلم بناه مخرجه على وُشوش ممثلتيه و جعل 90% من لقطاته مُقرَّبة لَهُن ، أنتَ بحاجة فعلاً لأداءاتٍ كتلك ، و إعادة المُشاهدة المتكررة لمشهد "الانفصال" ثم مشهد "المَطعم" يعطيان صورة واضحة لأي أداءات حُققت في هذا الفيلم ، و ليس غريباً بالمرَّة أن تكسر إدارة مهرجان "كان" القاعدة المتعارف عليها في منح السعفة الذهبية للمخرج ، و يكون خطاب الفوز مُتضمناً "كُشيش" و"آديل" و"ليا" .

فيلم "كُشيش" هو فيلم عظيم عن حياةٍ عادية ، مُراهقة تَكبر ، علاقة تبدأ وتنتهي ، مدرسة وعائلة وعمل ، ما من الشيء الاسثتنائي ، و لكن كل شيء مَعمول بالكثير من النُّضج و الرقة و الأتوان المَظبوطة لكل لحظة تَمُرّ .

الثاني على قائمة أفلامي المُفضلة لعام 2013 ، و أعتقد أنه سيبقى بذاكرتي كثيراً

0 التعليقات :

إرسال تعليق

Flag Counter