كتب : مصطفى فلاح
التقييم : 3/5
بطولة : أودري توتو
إخراج : ميشيل
غوندري (2013)
سينما (غوندري) ، السريالية تصل
ذروتها !
، ليس لأني لم أعتد على عوالم (غوندري) الفريدة ذات الخيال
الجامح فهو حبيس أحلامه منذ رحلته الوحيدة في سينما بلده الأم , فحتى مجرد جولة
بسيطة في كونه المُطلق قد تتعب أي شخص كما تتعبني الآن و أنا أحاول -يائساً- صفّ
بعض الأسطر في ما خرجت به من ساعتي فيلمٍ ، مرت كالحلم !
لنسأل أنفسنا سؤالاً ,
لماذا تمتعنا أفلام (ميشيل غوندري) على الرغم من جرعة السريالية الجنونية ؟ برأيي , لأنه كاتب جرئ و
يملك الفكر اللازم لمجاراة هذه الجرأة ، النصوص قد تبدو عقيمة على الورق , و لكن حين
يتولى أمرها شخص بمثل جنون هذا الأنسان و كفاءته , فالعمل – حتماً - بين أيد أمينة
!
رغم أن أنطلاقة هذا
المُخرج كانت من ربوة هوليوودية ألا أنه يبدو أكثر تحرراً و أنفتاحاً في السهل
الفرنسي , فبالرغم من تعاونه المُضاعف مع أحد أفضل كُتاب هذا العصر (تشارلي
كوفمان) و حيازته أوسكاره الوحيد ألا أن أحلام الأول لن تنتهي قبل أن يجف
قلم الأخير ! الموازنة التي يفرضها الأثنان في نصوصهما يستحيل على غيرهما الوصول
أليها دون حرب ذهنية و وجدانية لا غرضية ! فغرابة عرض و تفاصيل القصة يناقض بعضها
بعضاً , و خط السرد من الصعب مجاراته , لكنه ، يكتب فلسفته بطريقة تناسب كل ذوق !
أعذروني, فالى الان
لم أدخل في صلب الموضوع , لم أطرق الباب حتى ، و لكن هكذا هي أعمال (غوندري) الأصلية , كلما أقتربت
منها كلما تُهت أكثر ! من عقل شخص يحاول الأستغناء عن ذاكرته , الى عقل شخص يحاول
الغوص فيها ؛ و (غوندري) يحاول دائماً الحديث عن لُب العواطف , فزرع في قلب شخصيته
الجديدة ، زنبقة ! فلم جميل , زاده جمالاُ الأنسجام بين (توتو) و (دوري) ، فكلاهما أعتكف المغامرة
في أعمال سابقة ، مع (أميلي) و (أرسن لوبين) , يُطل (غوندري) في أشراقة ساطعة لعقل طاهر ، مرة أخرى !
لألهاب المزاج بدرجة
أكبر , ماذا لو أتم (تشارلي كوفمان) تعاونه الثالث مع المخرج هنا ؟!
0 التعليقات :
إرسال تعليق