كتب : عماد العذري
التقييم : 4 من 5
بطولة : بينلوبي كروز , كارمن مورا
إخراج : بيدرو ألمدوبار (2006)
الفيلم السادس عشر للأسباني بيدرو ألمدوبار يسرد قصة متشعبة عن ثلاثة أجيال من النساء من عائلة واحدة. ريموندا أم مكافحة تعيش مع زوجها المتسكع العاطل باكو وابنتها المراهقة بولا. شقيقتها الأصغر سول تعمل كمصففة للشعر في مدريد أيضاً. والدتهما إرين توفيت منذ عدة أعوام مع والدهما جرّاء حريقٍ نشب في منزلهما. وخالتهما العجوز بولا المغمورة بعطف جارتها الشابة أغوستينا مازالت تعيش على ذكرى شقيقتها الراحلة وتعلن لزوارها أنها مازالت تزورها من حين لآخر للإعتناء بها. حياة النساء الست تتغير من خلال المنعطفين الرئيسيين في الفيلم : جريمة قتلٍ ترتكبها إمرأةٌ بحق زوجها ، وأمٌ تعود من الموت إلى الحياة لتسرد على إبنتيها حقيقة موتها !
لو كان هناك مخرجٌ معاصرٌ واحد يمكن أن نسميه اليوم (مخرج المرأة) فأعتقد أنه ألمدوبار ! ومثلما كانت هاجسه الأول في نخبة من أعظم ماقدم تبقى كذلك في Volver . ألمدوبار ينفذ بعبقرية إلى أرواح نساءه الست ، ويذوب فيها ملامساً بشغفٍ خوفها وضعفها ، يساندها في أحيان كثيرة ، لكنه – وهذا هو الأهم – يحاول الفرار من المأزق الميلودرامي للعمل وينجح في هذا في أغلب مراحله. ألمدوبار قبل أن يقود مشاهديه إلى الجانب المأساوي يبدو لنا ساخراً مما يحدث. يبدو وكأنما يراقب المشهد من الأعلى ويبتسم إبتسامة سخرية ، ربما من الحياة كلها ، من الواقع المر الذي تمرّ به نساؤه الست وهو يشاهد التاريخ يعيد نفسه من جديد في إمرأة تقود زوجها إلى الموت من أجل إبنتها ! ألمدوبار يقدم في فيلمه نغمةً عاطفية حزينة – لكنها مبهجة المظهر رغم هذا – دون أن يحاول ربط المشاهد بما يجري لبطلاته رغم شعوره بالأسى تجاههم. ولغة ألمدوبار البصرية / الصوتية - الماركة - تمكنه من ذلك كما فعلت دائماً. مهرجان الألوان البصري المعتاد لألمدوبار ، والتوليفة الموسيقية الفاتنة لألبرتو أغلاسياس نجحتا ببراعة في هذا العمل .
التقييم : 4 من 5
بطولة : بينلوبي كروز , كارمن مورا
إخراج : بيدرو ألمدوبار (2006)
الفيلم السادس عشر للأسباني بيدرو ألمدوبار يسرد قصة متشعبة عن ثلاثة أجيال من النساء من عائلة واحدة. ريموندا أم مكافحة تعيش مع زوجها المتسكع العاطل باكو وابنتها المراهقة بولا. شقيقتها الأصغر سول تعمل كمصففة للشعر في مدريد أيضاً. والدتهما إرين توفيت منذ عدة أعوام مع والدهما جرّاء حريقٍ نشب في منزلهما. وخالتهما العجوز بولا المغمورة بعطف جارتها الشابة أغوستينا مازالت تعيش على ذكرى شقيقتها الراحلة وتعلن لزوارها أنها مازالت تزورها من حين لآخر للإعتناء بها. حياة النساء الست تتغير من خلال المنعطفين الرئيسيين في الفيلم : جريمة قتلٍ ترتكبها إمرأةٌ بحق زوجها ، وأمٌ تعود من الموت إلى الحياة لتسرد على إبنتيها حقيقة موتها !
لو كان هناك مخرجٌ معاصرٌ واحد يمكن أن نسميه اليوم (مخرج المرأة) فأعتقد أنه ألمدوبار ! ومثلما كانت هاجسه الأول في نخبة من أعظم ماقدم تبقى كذلك في Volver . ألمدوبار ينفذ بعبقرية إلى أرواح نساءه الست ، ويذوب فيها ملامساً بشغفٍ خوفها وضعفها ، يساندها في أحيان كثيرة ، لكنه – وهذا هو الأهم – يحاول الفرار من المأزق الميلودرامي للعمل وينجح في هذا في أغلب مراحله. ألمدوبار قبل أن يقود مشاهديه إلى الجانب المأساوي يبدو لنا ساخراً مما يحدث. يبدو وكأنما يراقب المشهد من الأعلى ويبتسم إبتسامة سخرية ، ربما من الحياة كلها ، من الواقع المر الذي تمرّ به نساؤه الست وهو يشاهد التاريخ يعيد نفسه من جديد في إمرأة تقود زوجها إلى الموت من أجل إبنتها ! ألمدوبار يقدم في فيلمه نغمةً عاطفية حزينة – لكنها مبهجة المظهر رغم هذا – دون أن يحاول ربط المشاهد بما يجري لبطلاته رغم شعوره بالأسى تجاههم. ولغة ألمدوبار البصرية / الصوتية - الماركة - تمكنه من ذلك كما فعلت دائماً. مهرجان الألوان البصري المعتاد لألمدوبار ، والتوليفة الموسيقية الفاتنة لألبرتو أغلاسياس نجحتا ببراعة في هذا العمل .
لكن الرجل رغم هذا كان يحتاج - وبقوة هذه المرة – إلى الأداء العظيم لبطلاته الست اللواتي إنتزعن مناصفة – و لأول مرة – جائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان السينمائي الدولي 2006 . كارمن مورا في دور الأم / الشبح تُسبغ على إرين جلالاً مضطرباً ، مزيجٌ غريبٌ من رهبة الموت وعقدة الذنب ورغبة التكفير وحنان الأم في واحدٍ من أفضل أداءات الممثلة الكبيرة على الإطلاق. بينلوبي كروز تستحق التصفيق بمفردها ! من قال بأنها أعادت إلى السينما ذكرى صوفيا لورين في Two Women لم يكن يبالغ مطلقاً ! أداءٌ من القوة أن أنساني أن أقول لنفسي (لم أكن أتوقع أن تنال بينلوبي كروز ترشيحاً للأوسكار في يوم من الأيام) ! لم أمنح الفرصة لنفسي حتى لقول ذلك. واحدٌ من أفضل إنتاجات 2006 .
شكرا على التحليل الرائع
ردحذف