الجمعة، 21 مايو 2010

Little Children

كتب : عماد العذري

التقييم : 4.5 من 5

بطولة : كيت وينسليت , باتريك ويلسون , جينيفر كونيللي , جاكي إيرل هيلي
إخراج : تود فيلد (2006)


مخرج In The Bedroom تود فيلد مع الروائي توم بيروتا يصنعان واحداً من أفضل النصوص المقتبسة لعام 2006 عن رواية بيروتا التي حملت الإسم ذاته , سارة أستاذة الأدب الإنجليزي تعيش في إحدى الضواحي الأمريكية , مع زوج ناجح و طفلة جميلة , لكنها حياة يرسم الملل تفاصيلها بسبب الروتين القاتل الذي يملأها وأوقات الفراغ التي تقضي أغلبها في الثرثرة مع نساء المنطقة اثناء لعب أطفالهن في منتزه الحي , لا تجد سارة الرهبة التي تجدها جاراتها تجاه براد الشاب العائد بعد غياب إلى منتزه الحي , براد هو الآخر يعيش حياة مثالية في ظاهرها مع زوجة جميلة و ناجحة و طفلهما , لكنها مسكونة بملل قاتل , تتعرف سارة على براد في واحد من أصعب مشاهد 2006 , وتقودهما هذه الصداقة إلى علاقة عاطفية سرية , في المقابل تتصاعد مخاوف أهالي المنطقة على أطفالهم عقب إطلاق المجرم الذي قضى بضع سنوات من عمره في السجن لجرائم إرتكبها بحق قاصرين .

فيلد يصنع بحق ( جمال أميركي ) الألفية , رصد ذكي وبارع للجوهر الحقيقي لحياة الضواحي الأمريكية بعيداً عن القشرة الذهبية اللامعة للعائلة الأمريكية , لطالما كانت هذه النوعية من الأعمال صعبة في تقديمها وفي تقبلها لكن فيلد هنا يبدو مخلصاً للهاجس الذي يملأه تجاه مثل هذه النوعية من الأعمال , كما فعل في عمله السابق , وربما تكون مغامرةً للرجل إقدامه على كتابة السيناريو من خلال صوت الراوي المقدم هنا بطريقة تجعلك تستمع لكاتب السيناريو بقدر ما تشاهد عملاً مصوراً الأمر الذي منح المشاهد لحظات خاصة يسترد فيها أنفاسه ويطلق فيها العنان لمخيلته , وهو أمر سلبني أحياناً المتعة في بعض مراحل العمل .

شخصيات فيلد مقموعة من الداخل , فقدت بعضاً من أحلامها وفقدت هدفها و رغبتها الحقيقية في الإستمرارية , لها مخاوفها الداخلية و رهبتها من القادم , هذه المخاوف و الرهبة تقودها لإرتكاب الخطأ , خطأ تسوق له المبررات لتقتنع به لكنها تكتشف حقيقة كونه خطأًً مهما بالغنا في تجميله , لكن فيلد يقول لنا في الأخير أنها شخصيات تستحق الإستمرارية وتستحق أن تتابع , و تستحق أن تمنح فرصةً أخرى , ومنذ تحفة سام منديس عام 1999 لم أشاهد سبراً بهذه البراعة لتشخيص جوهر الأسرة الأمريكية و مجتمعات الضواحي من الداخل بعيداً عن إسقاط صورة الحلم الأمريكي التي لطالما أصرت هوليوود على تقديمها .

جنيفر كونيللي ممتازة على صغر دورها تصنع شخصية من الصعب أن تكرهها لكن في الوقت ذاته أنت لا تحبها و لا تتعاطف معها حتى عندما يخونها زوجها , باتريك ويلسون مثالي , واحد من قلة من الممثلين الأمريكيين الذين تمنحك ملامح وجههم مذاق الحلم الأمريكي , جاكي إيرل هيلي وكأنما صنع هذا الدور لأجله , شي يشاهد فقط ولا يمكن الحديث عنه , كيت وينسليت مذهلة حتى الثمالة , ماتفعله كيت هنا قد لايكون أداءها الأفضل برايي أمام عملها في تحفة ميشيل غوندري , لكنه تجسيد صعب وصعب للغاية لشخصية معقدة , شخصية تنطلق من الفراغ الذي يملأ حياتها لإرتكاب الخطأ وتسويغه و الإقتناع به وتحويله من وضع إستثنائي إلى وضع دائم , شي مماثل لـ( مدام بوفاري ) , لا أدري كيف جرؤ تود فيلد على تأسيس علاقة صعبة وغريبة بين سارة وبراد خلال بضع دقائق من الفيلم دون أن يمنح شخصياته الإمتلاء المفترض ؟ نعم , ترك الرجل المشهد لكيت وينسليت لتفعل هذا كله , إما أن تنجح فينجح منعطف الفيلم الرئيسي أو تفشل فيفشل الفيلم كله , والنتيجة لك أن تتأملها في ملامح وينسليت طوال مشهد المنتزه وهي تتدرج من الملل إلى الإهتمام إلى الرغبة إلى التردد إلى النشوة إلى الإستفاقة .. واحدٌ من أفضل ما شاهدت في عام 2006

هناك تعليق واحد :

  1. من الأفلام التى أشاهدها
    كلما تسنى لى الأمر وفى كل
    مرة اكتشف شيئاً جديــــــــــــــدا
    فعلاً فيلما ممتعاً ويدعو للتفكير والنقاش

    ردحذف

Flag Counter