كَتب : محمد المصري
التقييم : 3.5/5
بطولة : ميا فاشيكوفسكا ، جوني
ديب ، هيلينا بونهام كارتر ، آن هاثاواي
إخراج : تيم بيرتون (2010)
مِن الصعب القول مثلاً أن تيم بيرتون قد ضل طريقه
، ولكنه – بالنسبةِ لي على الأقل – لَم يُحقق الكثير مما انتظرته ..
دائماً ما كانت "آليس" الخارجة
من تُحفة لويس كارول جُزْءاً أساسياً في أغلب أفلام مَلك الفانتازيا في هوليوود
، بَل وحتّى في الأعمال التي شارَك فقط في كتابتها أو اسْتُلهِمَت من أشعارِه ، هُناك
دوماً آليس ، لذلك فإن تقديم الرواية على الشاشة برؤية خاصة يَستحق أن
يُطلق عليه "مشروع العُمر" ، وإذا كانت بلاد العجائب قَد تحققت بَصرياً عَبر
صورة رائعة ، فإنه من المزعج أن القيمة الأدبيّة والإنسانيّة للحكاية قد وصلتني في
أفلام بيرتون الأخرى بأكثر كثيراً مما مستني هُنا .
مُشكلة هذا الفيلم في نَظري أن بيرتون قد فشل
في منح (الطابع الملحمي) لما يَحدُث ، هُناك نَقص حاد في قيمته الدرامية وفَشل
في اللّعب على الأوتار التي خَلّدت الرواية عَبر الزمن ، جَذبتني الصورة نعم ولكن دون
اهتمام حقيقي بما يَحدث داخلها ، لم أهتم كثيراً برحلة آليس ولم أقلق لمصيرها
ولم أتفاعل مع عالمها الخيالي ، شيء لا يَحدُث فقط بسبب سوء اختيار ميا واسكوسكا لأداءِ
آليس وفتور جاذبية جوني ديب هذه المرة ، و لكن لأن بيرتون قد ضَل في أحيانٍ
كثيرة عن روحِ الرواية واعتمد في أحيانٍ أخرى على كوننا نحفظ أحداثها عن ظهر قلب وترك
العديد من التفاصيل مُلقاه ببديهيّة .. فَضَلَّ ثانيةً .
في الجانِب الإيجابي ، هُناكَ حُضور طاغي لهيلينا بونهام كارتر في دور
"الملكة الحمراء" يُشكل في رأيي جاذبية الفيلم الحقيقيّة للدرجة التي
تؤثّر على إيقاعه في المشاهد التي خَلت منها ويَجعل غريمتها الطيّبة "آن هاثاواي"
تبدو باهتة تماماً أمامها ! ، هُناك تَجربة بَصريّة مُميزة وعالم قريب من ذاكرة الطفولة
بشدّة واهتمام خاص بتفاصِيل شخصياته الأيقونية ، هُناك موسيقى مُحبّبة على نمط داني إلفمان ، وهُناك
استمتاع حقيقي أثناء المُشاهدة حتى لو لم يترك بِكَ شيئاً بعدها .
ولكن مُجملاً ، وقياساً على حَجمِ الانتظار
، ومُقارنةً بكونه "مَشروع عُمره" الذي انتظر عقدين لينفذه ، أنا مُحبط إلى حَدًّ بعيد
!
0 التعليقات :
إرسال تعليق