الجمعة، 19 مارس 2010

Before Sunrise - Before Sunset

كَتب : محمد المصري

التقييم :
5 من 5

بطولة : إيثان هوك ، جولي ديلبي
إخراج : ريتشارد لينكلاتر (
1995 - 2004)

دايماً بحب الحكايات اللي بتبدأ لمَّا الولد بيقابل البنت ، البدايات الجديدة بتبقى هادية ومثاليّة ، مِش مُحَمَّلَة بكل تعقيدات الطّرق اللي مشينا فيها قبل كده ، الولد بيقابِل البنت بالصدفة في فيينا صيف 94 ، بَس .. هيّ دي كُل الحكاية ، جُزء أساسي مِن حُبّ الناس للفيلم ده مُرتبط بإنه بيمسّ فيهم الحاجة اللي كُلُّهم بيتمنوها ، الحَدُّوتة اللي زَيّ الحلم .. المبنيَّة على تفاصيل وذكريات مستحيل تتنسي .. بتحصل في يوم وليلة .. بتبدأ مِن غير ترتيب وتنتهي وهيّ سايبه فينا أمل تاني باللُّقا ، التسكُّع في المدينة وسَمَاع الموسيقى والبوسة ساعة الغروب والعرَّافة وارتجال القصيدة وكُل تفاصيل الأماكن اللي سابوا فيها أثرهم وسابت فيهم أثرها .. حتّى لحظة الفُراق اللي مبنبقاش عايزينها بس بتحصل لإن الدُّنيا مش بالضرورة بتمشي صَح ، وحتّى وهيّ بتحصل .. بتدّي وعد يقيني كده إنهم أكيد هيتقابلوا تاني ..

بَعد عَشَر سنين ، الدّنيا مبتبقاش بنفس الرومانسيّة اللي كانت وهُمّا لسه بيبتدوا حياتهم وقت ما اتقابلوا في فيينا ، هُمّا بيبقوا أنضج .. بيجبرونا إحنا كمان على النضوج ، فيه حِسّ حَزين كِده في باريس بيتوَّج في النهاية بسؤال "انتِ ليه مَكنتيش في فيينا ؟" ! ، وقتها هيّ بتقوله إن كان ممكن يكرهوا بعض .. كان ممكن يفشلوا .. ممكن علاقتهم نِجحت عشان كانت في وقت قُليل من غير التزامات ، كل ده مُمكن فعلاً .. بس المؤكد إن اللي بينهم كان يستحق فُرصة ! ، إحنا بنحس بالشَّجن في الجُزء ده عشان كده .. عشان التغيُّرات اللي بتعملها الدنيا فينا .. عشان الفُرَص اللي مبنخدهاش .. عشان الواقِع مش شَرط يِدّي مِساحة للأحلام تتحقق مهما كانت بسيطة جداً من وجهة نظر أصحابها .. زي إنهم يكونوا مع بعض !

الحاجة اللي بتفرَّحني/بتفرَّحنا في فيينا هيّ نفس الحاجة اللي بتحزنّا لمّا تروح في باريس ، في صيف 94 كُل الحاجات مُمكنة ومُحتمَل تحقيقها .. في 2004 بيبقى فيه حاجات أكبر من إن يتم تجاوزها ، في 94 بتبقى حكاية عن اتنين اتقابلوا وبيفكروا في اللي جاي واللي هيحصل .. في 2004 الحكاية بتتحوّل لاتنين بيتكلَّموا عن اللي كان مُمْكِن/مفروض يحصل ، في 94 الدُّنيا بتبقى قدّامهم وعندهم قدرة يشكلوها زي ما هُمّا عايزين .. في 2004 بتبقى اتشكّلت وراهم ومش هينفع يغيَّروها ، في 94 هُمّا بيحلموا .. في 2004 بيندموا على الأحلام اللي راحِت

ورغم كُلّ ده .. ريتشارد لينكلاتر بيختار ينهِي الثنائية بمشهد "طَيب" جداً ، أُغنيّة بتغنيها سيلين لجيسي عن ليلة فيينا ، مَشهد بيخلق فينا إحساس أو أمنية – ضِد المنطق – إن المُعجزة ممكن تحصل والزمن يرجع لورا عشان تقابله في ديسمبر 94 .. زي ما كان مفروض يحصَل !

0 التعليقات :

إرسال تعليق

Flag Counter