الأحد، 28 مارس 2010

You Can Count on Me

كتب : محمد المصري

التقييم : 4.5/5

بطولة : لورا ليني ، مارك رافالو ، روي كولكين
إخراج : كينيث لونيرغان (2000)

مِنَ المُمكن تصوّر كيف مَرّت سنوات الطفولة عند وفاة الأبوين ، كيف تحمّلوا كل هذا صغاراً ، كَأخٍ وأُخت لا يملك أحدهم غير الآخر ، كانَ تيري يَجلِسُ بجانبها كُل ليلة ، كُل ليلة كان يقرأ لها من الكِتاب المُقدّس ، ويطمئنها ، يُخبرها أن تثق به ، تَعتمد عليه ، كانت تصدقه ، وتطمَئِن .

 حِين عاد في المرّة الأخيرة ، كانت تحتاجه ، احتفلت بقدومه كطفلةٍ ، تُفَكّر بأنها يُمكنها – مِن جديد – الاعتماد عليه كما كانوا صغاراً ، أن تُحَمّله كل همومها ووحدتها وثُقلها في تربية ابنها الوحيد ، أن تداوي – بوجوده – كُل ما عَلق بحياتها من جروحٍ نَتجت عن خياراتٍ خاطئة اتخدتها دوماً ، انتظرت منه أن يًصحح كل شيء ، ولَكِنه عاد مُحطماً ، عاجزاً حتى على إصلاحِ حياته ، كَان يَشعُر أن عليه أن يطمئنها ويكون بجانبها من جديد ، أنّه من كان عليه أن يَجعل الأمور جيداً لها ، ولَكنه رَحَل ، تَركها لحياتها التي اختارتها ، وعند عودته كان مكسوراً ، ورغم ذلك اعتمدت عليه مُطمئنة كما اعتادت أن تفعل صغيرة .

حَدَثت أخطاء لم يقصدها عوضاً عن كونه بالتأكد لم يُردها ، تجاوزته الأمور وعجز عن السيطرةِ عليها ، أرادَ دوماً أن يفعل الشيء الصحيح ، وفي كُلّ مرة كان يفقد صوابه رغماً عنه ، وهيّ لن تتحمّل أن يكون ذلك على حساب ابنها تلك المرة ، "تيري .. انتَ عارَف إنك شخص مُهم بالنسبة لرودي ، زي ما انتَ أهم شخص بالنسبة لي ، بس أنا مش هقدر أستحمل أكتر من كده ، امشي" !

في اللقاءِ الأخير لَم ترده أن يذهب إلى أي مكان ، أرادت منه البقاء هُنا ، بجانبها ، تسأله إلى أين سيذهب وماذا سيفعل وكيف ستسير حياته ، وجنتيها مِحمرّتين وعيناها شبة دامعة ، هَشّة وحانية تَعتَذر بِصَمْتٍ ، تُريدُ أن تتكئ عليه وتَعرف أنه رغم كُل هذه السنوات التي مرّت ليسَ لها سواه ، ولكنه لم يعد يُريدُ البقاء ، ليسَ من أجل محادثتهم الأخيرة ، ولكن لأنه يُريد أن يبحث من جديد عن "تيري" ، يُجرّب ويحاول ويعود أقوى ، تَطلبُ منه أن يَكتُب إليها دائماً ، أن يعود سريعاً لأنها ستفتقده ، تُخبره – دون أن تغالب دموعها هذه المرة – بخوفها من ألا تراه ثانياً ، يجعلها تنظر إليه ، يطلب منها أن تثق فيه ، يُذَكّرها بما اعتادوا أن يقولوه لبعضهم : أتذكرين حين كُنّا صغاراً ؟؟ ، تتذكر .. تثق .. تطمئن .. وتعتمد عليه .

ببساطة : أحد أقرب أفلام الألفيّة إلى قلبي !


0 التعليقات :

إرسال تعليق

Flag Counter