كتب : محمد المصري
التقييم
: 4.5/5
بطولة
: لورا ليني ، مارك رافالو ، روي كولكين
إخراج
: كينيث لونيرغان (2000)
مِنَ المُمكن تصوّر كيف مَرّت سنوات الطفولة
عند وفاة الأبوين ، كيف تحمّلوا كل هذا صغاراً ، كَأخٍ وأُخت لا يملك أحدهم غير الآخر
، كانَ تيري يَجلِسُ بجانبها كُل ليلة ، كُل ليلة كان يقرأ لها من الكِتاب
المُقدّس ، ويطمئنها ، يُخبرها أن تثق به ، تَعتمد عليه ، كانت تصدقه ، وتطمَئِن .
حِين عاد في المرّة الأخيرة ، كانت تحتاجه ،
احتفلت بقدومه كطفلةٍ ، تُفَكّر بأنها يُمكنها – مِن جديد – الاعتماد عليه كما كانوا
صغاراً ، أن تُحَمّله كل همومها ووحدتها وثُقلها في تربية ابنها الوحيد ، أن تداوي
– بوجوده – كُل ما عَلق بحياتها من جروحٍ نَتجت عن خياراتٍ خاطئة اتخدتها دوماً ، انتظرت
منه أن يًصحح كل شيء ، ولَكِنه عاد مُحطماً ، عاجزاً حتى على إصلاحِ حياته ، كَان يَشعُر
أن عليه أن يطمئنها ويكون بجانبها من جديد ، أنّه من كان عليه أن يَجعل الأمور جيداً
لها ، ولَكنه رَحَل ، تَركها لحياتها التي اختارتها ، وعند عودته كان مكسوراً ، ورغم
ذلك اعتمدت عليه مُطمئنة كما اعتادت أن تفعل صغيرة .
حَدَثت أخطاء لم يقصدها عوضاً عن كونه بالتأكد
لم يُردها ، تجاوزته الأمور وعجز عن السيطرةِ عليها ، أرادَ دوماً أن يفعل الشيء الصحيح
، وفي كُلّ مرة كان يفقد صوابه رغماً عنه ، وهيّ لن تتحمّل أن يكون ذلك على حساب ابنها
تلك المرة ، "تيري .. انتَ عارَف إنك شخص مُهم بالنسبة لرودي ، زي ما انتَ أهم شخص بالنسبة
لي ، بس أنا مش هقدر أستحمل أكتر من كده ، امشي" !
في اللقاءِ الأخير لَم ترده أن يذهب إلى أي
مكان ، أرادت منه البقاء هُنا ، بجانبها ، تسأله إلى أين سيذهب وماذا سيفعل وكيف ستسير
حياته ، وجنتيها مِحمرّتين وعيناها شبة دامعة ، هَشّة وحانية تَعتَذر بِصَمْتٍ ، تُريدُ
أن تتكئ عليه وتَعرف أنه رغم كُل هذه السنوات التي مرّت ليسَ لها سواه ، ولكنه لم يعد
يُريدُ البقاء ، ليسَ من أجل محادثتهم الأخيرة ، ولكن لأنه يُريد أن يبحث من جديد عن
"تيري" ، يُجرّب ويحاول ويعود أقوى ، تَطلبُ منه أن يَكتُب
إليها دائماً ، أن يعود سريعاً لأنها ستفتقده ، تُخبره – دون أن تغالب دموعها هذه المرة
– بخوفها من ألا تراه ثانياً ، يجعلها تنظر إليه ، يطلب منها أن تثق فيه ، يُذَكّرها
بما اعتادوا أن يقولوه لبعضهم : أتذكرين حين كُنّا صغاراً ؟؟ ، تتذكر .. تثق .. تطمئن .. وتعتمد
عليه .
ببساطة : أحد أقرب أفلام الألفيّة إلى
قلبي !
0 التعليقات :
إرسال تعليق