الاثنين، 29 مارس 2010

Sunrise: A Song of Two Humans

كتب : محمد المصري

التقييم : 4.5/5

بطولة : جورج أوبراين ، جانيت جاينور
إخراج : إف. دبليو مورناو (1927)

أُحبُّ أحياناً التعامل مع السينما باعتبارها كائن حَيّ ، تطوّر عبر عدّة عقود ، و تُشكّل بعض الأفلام "فتوحاً" حقيقيَّة في سبيلِ هذا التطوّر ، و مُتابعة الأمر من البداية و تلمُّس تلك اللحظات التي بدأت فيها السينما تَسير خطوة جديدة نحو الشكل الذي نعرفه عليها اليوم يَجعل من تقديرِ أفلاماً من قبيل The Birth of a Nation ، The Cabinet of Dr. Caligari ، Battleship Potemkin ، Metropolis على سبيلِ المثال حَتميَّاً و خارج أُسس التقييم العاديّة ، تِلك الأفلام لم تكن أهميتها فقط في ذاتها ، و لكن في كونها قد دفعت بالسينما خطوة للأمام ، ومِن ضمن هذه الأفلام أَضع فيلم مورناو هذا .

مورناو كان قد أثبت نفسه واحداً من أهم مُخرجي التعبيريّة الألمانية في السينما بعد ثلاثة من أفضل أفلام تلك المرحلة : Nosferatu – 22 ، The Last Laught – 24 ، Faust – 26 ، وهو ما كان دافعاً لاستقطابه في هوليوود كي يُقدّم فيلمه هذا و يجعل نفسه رُبما أهم مخرجي التعبيريّة على الإطلاق .

قَصة الفيلم شديدة الميلودراميّة لَيست هي المهمة هُنا ، أهمية الفيلم تنبع في نظري من جانبين ، الأول : أنه قد يكون أعظم ما وصلت إليه المدرسة التعبيريّة من ناحية الصورة ، يَحملُ بضع مشاهد شديدة الأيقونية ليسَ من الصعب تلمُّس تأثيرها بعد ذلك حتّى حينَ نَطَقت السينما ، مَشاهد القارب ، ومشاهِد المدينة حصراً ، المَزج بين لقطتين ، التكوينات البصرية واستخدامات الإضاءة ، وكذلك بالطبع مشهدِ العاصفة العظيم ، كلها أشياء تجعله ذروة أفلام المدرسة التعبيريّة في رأيي و في رأي الكثيرين .

الجانب الثاني في أهميّة الفيلم يأتي من تصويره ، كَيف أتاح الفيلم لآلافِ الأفلام من بعده استخدام الكاميرا لتصوير لقطات مُتحرّكة و ليست فقط ثابتة ، شيء كان سيحدث عاجلاً بالتأكيد ، و لكن مورناو مَنح نفسه الأسبقيّة عبر طموحه في أن يكون فيلمه الأول في هوليوود يحمل الكثير من الأشياء المُختلفة ، وعن طريق مُصوّريه تشارليز روشر و كارل ستراس استطاع تنفيذ عدّة لقطات فارقة في تاريخ السينما .

جاءَ هذا الفيلم في العام الذي عَدّه الكثير من النقاد أنّه الأعظم في تاريخ هوليوود ، كان واحداً من ذرواتِ السينما الصامتة ورغم ذلك لم يحقق أيّ من النجاح الجماهيري الذي انتظره منتجوه لصدوره بعد شهرٍ واحد من إطلاق The Jazz Singer الذي بدأ – فعلياً – عصر السينما الناطقة ، وكانت تلك اللحظة فارقة بشدة : ميل الجمهور لفيلم ناطق متوسّط القيمة على حسابِ واحد من أهم الأفلام الصامتة في التاريخ ، كان الأمر إيذاناً بنهايةِ مرحلة وبدء مرحلة أخرى .


0 التعليقات :

إرسال تعليق

Flag Counter