الأربعاء، 17 مارس 2010

Rachel Getting Married

كتب : أحمد عبد الوهاب

التقييم : 5/5

بطولة : آن هيثاواي ، روزماري ديويت
إخراج : جوناثان ديمي (2008)

أداء عظيم لـ"آن هيثاواي" رشحها لمعظم جوائز ممثلة دور رئيسي و على رأسها ترشيح الأوسكار عام 2008 .

هُنا تلعب دور "كيم" التي تستأذن للخروج يومان من مصحة علاج الإدمان لحضور حفل زفاف شقيقها "ريتشل" ..

هل كان العنوان خادعًا ؟ هل "ريتشل" هي البطلة ؟

تعود "آن هيثاواي" أو "كيم" إلى منزل أسرتها لتجد استعدادات حفل الزفاف و الكثير من الغرباء ، هل هذا الاستقبال يليق هل تلك مكافأة تسعة شهور من التعافي ؟!..تحاول "كيم" أن تندمج، أن تثبت حضورها ، أن تؤدي دورها كشقيقة وحيدة للعروس ، أن تكون اليوم وصيفة للعروس ، حتى الدور الذي حسبته من حقها إنتُزع منها ، لم تعُد "كيم" حاضرة ، لم تعد في الحسبان ، "كيم" اليوم على الهامش ، الحدث الأهم هو حفل زفاف ريتشل ، حفل الزفاف هو البطل .

في عناوين النهاية يُحيى المخرج "جوناثان ديمي" المخرج الكبير الراحل "روبرت ألتمان" ، في أهم أفلام "ألتمان" كان الحدث هو البطل ، و لكن هنا لا أعتقد أن المخرج المخضرم "جوناثان ديمي" كان يريد لحفل الزفاف شيئًا أبعد كثيرًا من كونه حدثًا طاغيًا ، هو فقط حجر العثرة في طريق البطلة كيلا تندمج ، "كيم" تُهمّش" فعليًا ، لا تستحوذ على الشاشة بقدر ما تستحوذ طقوس الزفاف .

لا أذكر فيلما نجح - عن عمد - في تهميش بطلته كما نجح هذا الفيلم ، هو فيلم استثنائي لم يحظ بالتقدير الكافي، تم إهماله لنفس الأسباب التي جعلتني أراه استثنائياً .

حفل الزفاف بين أمريكية ذات ملامح أوروبية و أمريكي ذو ملامح أفريقية ، الحفل عامر بالطقوس الهندية ، و أصدقاء من كل الأصول العرقية ، موسيقى شرقية تُلعب في المنزل طوال الفيلم ، لماذا ؟ لا يوجد سبب ، ليس ذلك مهمًا ، لا تعبر شخصيات الفيلم عن الأغلبية من الجمهور و لا تكشف لهم عن طقوس الأقلية ، هي شخصيات لا يدعي الفيلم شيوعها و لا يُسبب اختلافها أي دهشة ، يمكنك أن تلاحظ ، العريس أسود البشرة رجل أعمال ناجح ، ذوو البشرة السوداء في هذا الفيلم شخصيات مرموقة في محيطها ، هل لذلك دلالة ؟ لم أستطع أن أجد لذلك أي دلالة ، ليس من الضروري أن يكون هناك دلالة .

يمكن أن تلمح الطموح الكبير لمؤلفة الفيلم جيني لوميت - إبنة المخرج المخضرم سيدني لوميت – لتصنع سيناريو مختلفًا ، المدهش حقًا هو قدرة المخرج جوناثان ديمي على أن يصنع بدوره فيلمًا مختلفًا .

الحوار مُغرق في التلقائية ، يقفز فوق العبارات ، تتداخل الأصوات ، الكاميرا أيضًا تتابع ما يحدث بكثير من التسجيلية ، تقترب بقدر المساحة المتاحة لها ، يتضح تَمَكُن جوناثان ديمي في مدى ملائمة الممثلين لأدوارهم ، و منطقية شخصياتهم رغم قلة تواجدهم على الشاشة أنظر لزوجة الأب "كارول" أو لشقيقة العريس ، تقتنع تمامًا أنك غريبًا مدعوًا داخل منزل يضُج بمن لا تعرفهم ، لا تجد الكاميرا ما تفعله فتتجول بين الحجرات ، في كل حجرة قد تجد شخصاً لم يجد ما يفعله فجلس ، الرهان ليس على أهمية ما يفعله كل ممثل ، الرهان على منطقية وجوده وتلقائيته .

على السطح هو فيلم بلا حبكة يبدأ الحفل و ينتهي و معه الفيلم ، و لكن في كل مشهد نقطة ساخنة تكشف عن الكثير ، هي نقاط ترتيبها لا يؤثر على تراتبية الأحداث لكنه يؤثر على رؤيتك لبطلته و تفاعلها مع محيط حفل الزفاف .

تهدأ الوتيرة و تقّل النقاط الساخنة قبل أن ينتهي الفيلم بوقت ليس بقليل ، لم أعتبر ذلك عيبًا على الإطلاق ، كما يقول العنوان ، البطل هنا هو حفل الزفاف و نحن ملتزمون بالتواجد حتى ينتهي .

0 التعليقات :

إرسال تعليق

Flag Counter