الخميس، 25 فبراير 2010

Capote

كتب : عماد العذري 

التقييم : 5 من 5 

بطولة : فيليب سيمور هوفمان ، كاثرين كينر 
إخراج : بينيت ميلر (2005)

(أحضر خلاطاً ، ضع فيه Dead Man Walking و Adaptation و Shakespeare in Love وإخفقها بشكل جيد ، ستحصل على Capote). 

في إعادتي لـ Capote – وشتان بين النسختين – خضت رحلة المبدع الذي يبحث عن عمل حقيقي نابع من القلب ، وصادق في روحه ، وحقيقي في تجربته ، ويجده في مجزرة نفذها رجلان في أربعة أشخاص من عائلة واحدة ، لإعتقاده بأن أي قصة حقيقية يمكن أن تحول إلى عمل أدبي ممتاز لو وجدت طريقها الصحيح. يبحر الرجل في رحلة مع صديقته الكاتبة هاربر لي (كاتبة To Kill a Mockingbird) ويكسب ود إلفين ديوي المسئول عن عملية التحقيق ويكسب ود المجرمين كذلك ، ثم في رحلته مع أحدهم يجد كابوتي نفسه مفتوناً بتجربة الرجل التي لامست شيئاً من ماضي كابوتي نفسه. 

أجمل مافي العمل أولاً هو البناء العبقري لشخصية ترومان كابوتي وهي تمر بهذا المنعطف من حياتها. ثقة كابوتي الخاطئة بأن كتابه لن يظهر إلى النور إلا بعد إعدام الرجلين تجعله يواجه تناقضاً أخلاقياً وضغطاً نفسياً مع إلحاح محرريه لإنهاء الكتاب المصطدم بالثقة التي منحت للرجل من قبل المجرمين في تخفيف العقوبة عنهم وبرغبته الدائمة كتابة الحقيقة كما هي متزامنةً مع تعلقه وإفتتانه بقصة الرجلين التي يجد نفسه في النهاية مسئولاً من ضميره ومسيرته ومكانته تجاه ترك الرجلين يواجهان مصيرهما الذي يستحقانه والإلتفات إلى ماينتظره من نجاح مقبل. صورة مدهشة بالغة التعقيد لإنسان يواجه كل هذه التناقضات محاولاً الخروج منها ليقدم أهم عمل في مسيرته الأدبية. تركيز بينيت ميلر على هذا البعد وراء تقديمه القصة الرئيسية للعمل جعل شخصية ترومان كابوتي واحدة من أفضل شخصيات الألفية بناءً في نظري.

فيليب سيمور هوفمان - في الدور الرئيسي - لا يكتفي بالإبهار الخارجي لكاراكتر كابوتي المميز (في شكله وصوته وطريقة كلامه وضحكته) بل ينصهر ويتوحد تماماً في رجل يكتب ما يعتقد بأنه سيصبح – وقد صار – أهم عمل في حياته. سيمور هوفمان أخرج كل دواخل الشخصية ووضعها على منضدة ثم أعاد موازنتها مع هذا البناء المعقد لتناقضات الشخصية وأعاد إبتلاعها في جوفه مقدماً كابوتي بأسلوب يدعو للدراسة. واحد من أعظم الأداءات التي شاهدتها على الإطلاق.


0 التعليقات :

إرسال تعليق

Flag Counter