كتب : عماد العذري التقييم : 4 من 5
بطولة : بوب فيوجيت , بيلي كرودوب , كيت هدسون
إخراج : كاميرون كرو
إستلهام للتجربة الحقيقية التي مر بها كاميرون كرو يوم كان يكتب للرولينغ ستون أثناء مراهقته. ويليام ميللر طالب شاب في الخامسة عشر من عمره تغريه حياة فرقة روك صاعدة فينجرف في تيارها سعياً وراء أول خطوة في مشواره الصحفي. والدته إلين ميللر مصرة على إبقاء عينيها على تجربة إبنها خوفاً من علاقة الروك بالمخدرات أوائل السبعينيات. شقيقته أنيتا التي سئمت الوضع تترك مدرستها وتقرر التحول إلى مضيفة طيران. ينطلق ويليام مع كتابته أول مراجعة موسيقية ويلفت إنتباه محرر في مجلة فنية مرموقة ويعطيه الضوء الأخضر لمقابلة فنية مهمة مع الفرقة الصاعدة (ستيل ووتر). مع الفرقة يتعرف الفتى على بيني لين ، المشجعة المهووسة بالفرقة والمتورطة مع أحد أعضاءها!
أجمل مافي هذا العمل هو حفاظ كرو على مواضيعه الثلاثة (التفكك العائلي ، قصة الحب ، عصر الروك) فعالة - بالتوازي - على طول الخط. من خلالها يتأمل كرو حياة أمٍ تراقب ذوبان إبنيها في الطرق التي إختاروها لأنفسهم ويراقب صعود فرقة روك مغمورة وهو يدرسها من الداخل، ووراء الجميع قصة حب رقيقة وغير صاخبة جمعت مراهقين ضائعين. كاميرون كرو يضع بطله في تيار يكتشف فيه زيف الحياة التي تحياها الفرقة ومقدار التناقض بين الصورة التي هم عليها والصورة التي يود الجمهور رؤيتهم عليها. وسط كل هذا يبرز تساؤل كرو عن (الحقيقة) ، وكيف نبحث عما هو (حقيقي) فينا ، ومالذي يعنيه كونك (حقيقياً) وكيف تنقلب نظرة فتىً (شبه مشهور) لحياة الشهرة المزيفة. كاميرون كرو بنى أفضل عملٍ في مسيرته على سيناريو سهل ممتنع ، غني ، متعدد الطبقات - لا يخلو من خفةٍ وطمأنينة - فيه الكثير من الذكاء والصدق والبصيرة والحب للموسيقى التي شكّلت شخصيته ، يخدمه أداءاتٌ ممتازةٌ من فيوجيت وهدسون ومكدورماند وكرودوب وسيمور هوفمان. واحدٌ من أفضل أفلام العام.
0 التعليقات :
إرسال تعليق