كتب : محمد المصري
التقييم
: 4/5
بطولة
: كاتي جارفس ، مايكل فاشبندر
إخراج
: أندريا أرنولد (2009)
الفيلم الطويل الثّاني للمخرجة أندريا أرنولد
والذي نالَ جائزة من لجنة التحكيم في مهرجان كان الماضي هُوَ واحد من صفوة الأفلام الإنجليزيّة خلال
العام ، تتناول فيه حَياة مُراهقة في الخامسة عشر من عُمرِها والمُحِيط الخانِق الذِي
تَعيشُ فيه .
أندريا أرنولد تتعمَّد مُنذُ البداية أَن تُنَحّي العاطِفة
جانباً ، وأن تَعرض فيلمها بأسلوب شديد الواقعية لدرجة صادمة ومُزعجة فعلاً ، تُصَوَّر
الفيلم بكاميرا محمولة أغلب الوقت ، دونَ موسيقى تصويريّة ، وتحصر عالم "بطلتها" المُراهقة
في أماكِنِ مَعدودة مُفتقرة للحميميَّة بوضوح ، تَعرِضُ كُل شيء مِن وجهة نَظر
"ميا" ذاتِها وتجعلنا نُشاركها حتى لحظات لهاثها ورغم ذلك لا
نَتعاطف معها – عن قصد – بذاتَ القدر الذي تفرضه مُعالجة أخرى أكثر شاعرية للقصة ،
نَحنُ نُشاهد الأحداث من خارج "حَوض السّمك" ومُحَاولة التّحرر الوحيدة مِن هذا الحوض هيَ
الهروب منه ، هروب يتجسّد في رغبة "ميا" الدائمة في تَحرير حصان عَجوز ، وتَتجسّد مرّة أخرى في
رحيلها الأخير ، رحيل لا يعدنا بشيء ، ربما يكون القادم أفضل أو ربما أسوأ ، ولكن خطوة
ميا الأولى هيَ الخروج مِن حوضِ السّمك نفسه .
أداء رائع جداً من كاتي جارفس التي
اكتشفتها أندريا عند مُشاهدتها في مُشاجرة ما وعَرضت عَليها الدور ليتم ترشيحها
– في الثامنة عشر فقط – لأفضل ممثلة في مهرجان الفيلم الأوربي ، نفس الأمر الذي حدث مع الفيلم نفسه ، قبل
أن يفوز مُنذُ أيام قليلة بأفضل فيلم بريطاني في البافتا .
0 التعليقات :
إرسال تعليق