الثلاثاء، 1 يوليو 2014

In a Year with 13 Moons

كتب : خالد إبراهيم

التقييم : 4.5/5

بطولة : فولكر شبينجلر
إخراج : راينر فيرنر فاسبندر (1978)

"ليس من السهل أن ترى الجمال في المعاناة ، هذا شيء صعب ، ويمكن فقط تفهمه إن بحثت بعمق داخلك !" – فاسبندر.

بعد حوالي خمسة وثلاثين عاماً مازال الفيلم يثير تحفظ وغضب البعض ، تخيل كم الجرأة لدى فاسبندر وقتها ، ويمكننا ربط تلك الجرأة بكونه منتجاً للعمل ، فبهذا حصل الرجل على الحرية الكاملة لإخراج وكتابة ومونتاج وتصوير واحد من أهم وأجمل أفلامه ، فيلم يطرح بقوة أسئلته المؤرقة عن الحب.

في بداية الفيلم يخبرنا صوت فاسبندر تفسير عنوان الفيلم ، حيث يقول أن كل سبع سنوات تأتي سنة قمرية ، وفيها يعاني العاشقون كثيراً كما يعانون أيضاً في السنوات التي يظهر بها القمر ثلاثة عشر مرة ، فإن أتت السنة القمرية مع السنة ذات الثلاثة عشر قمر ، فهي كارثة لهم ، العاشقون عند فاسبندر تتحكم مشاعرهم بصورة مهيمنة في اختياراتهم المصيرية.

(ألفيرا) متحولة جنسياً تبحث عن الجنس في حديقة عامة فيُكتشف أمرها فتتعرض لضرب مبرح ، حبيبها يتركها ، تحاول التمسك به فتتعرض للإهانة والضرب مرة أخرى ، تذهب مع صديقتها العاهرة لدار الأيتام الكاثوليكي حيث نشأت ألفيرا التي كانت وقتها طفلاً يدعى إيرفن ، من خلال ذكريات إحدى الراهبات يمكننا ملاحظة ملامح التغيير السلوكي العدواني الذي تعرض له الطفل خلال مراحل نموه ، الطفل كان يريد العمل كصائغ لكنهم دربوه ليصبح جزاراً ، تحمل بنت الجزار منه وتنجب بنتاً ، يتزوجا لكنهما ينفصلا لإنعدام الشغف.

التفسير المباشر لتحول ألفيرا يكمن في حبها أنطوان ، فقد عملا سوياً في الجزارة ويوماً ما صرح إيرفن بأنه يحبه ، فرد أنطوان مازحاً أنه من السيء أن إيرفن ليس امرأة ، يذهب إيرفن إلى (الدار البيضاء) ليخضع لعملية تغيير الجنس ويتحول إلى ألفيرا ، يعود إلى أنطوان فيجد أنه لا زال مرفوضاً.

أنطوان – أحد الناجيين من معسكرات الإبادة النازية – سيترك الجزارة ويكون سمسار مالي له وزن ثقيل في مدينة فرانكفورت ، لكنه قاسي القلب لا يرحم ، يتوقع البعض أن من تعرض لهذا الكم من الوحشية ستجعله التجربة رحيماً بغيره ، لكن فاسبندر يرى العكس و كالعادة لا يكترث للهجوم الشرس عليه وعلي أفلامه أو لإتهامه بكونه عدو عتيد للسامية.

يعتقد فاسبندر أن كل مخرج يحترم نفسه يمتلك موضوع واحد فقط يكرره كل فيلم ، ويُقر أن موضوعه هو استغلال المشاعر، بدوافع وطنية أو دينية أو عاطفية أو جنسية ، شخصيات فاسبندر دائماً تبحث عن الحب ودائماً ما يسحقها الحب ، في صرخته الأعلى (السنة ذات الثلاثة عشر قمر) نجد تراكم الإساءة والاستغلال المجتمعي والفردي ساهم في تضييق الخناق على روح محبة ، روح تحملت عدم حصولها على الحب في المقابل ، لكنها لم تتحمل أن يقابل الحب الغامر الذي تحمله بالإهانة.

"الحب هو الشيء الأفضل ، الأكثر غدراً ، الأداة الأكثر فاعلية للكبت الإجتماعي" - فاسبندر


0 التعليقات :

إرسال تعليق

Flag Counter