كتب : أحمد أبو السعود
التقييم : 4/5
بطولة : آلان لاد ، فيرونيكا
ليك
إخراج : ستيوارت هايسلر (1942)
إنه الفيلم
الذى قال عنه العملاق اليابانى أكيرا كيروساوا أنه الفيلم الذى استلهم منه الخطوط العريضة لفيلمه
العظيم Yojimbo.
مذهل
هو فن السينما ؛ كيف يتطور و كيف يتتابع التأثر و التأثير ، من فيلم نوار هوليودى إلى
فيلم ساموراى يابانى إلى ويسترن اسباجيتى إيطالى ، المذهل هو التباين البصرى و الدرامى
الشديد بين المدارس الثلاثة ، لكن ألم يكن من أثروا بشكل كبير في ولادة الموجة الفرنسية
الشهيرة هم هيتشكوك و فورد و نيكولاس راي ؟!.
فيلمنا
هو فيلم نوار هوليودي من النوع الذى قدمته هوليوود مراراً و تكراراً فى الأربعينات
و الخمسينات ، يسير على الخطى المعروفة
في بناء الفيلم النوار : جريمة ، جنس ، عنف ، محقق ، لا تتعقد الأمور هنا كثيراً أو
بمعنى أدق لا يحاول الفيلم تبنى إيقاع أكثر تعقيداً كذلك الذى رأيناه في أفلام النوار
الشهيرة مثل The Big Sleep
أو The Maltese Falcon ، تتشعب
خيوط الجريمة و تأخذ ارتباط شكلي و فعلى بالسياسة و دوافعها ، لكن يبنى المخرج أحداثه
بهدوء و سلاسة و ذلك كان واضحاً في تتابع حدوث الجريمة و تتابع كشف ملابساتها ، يخسر
الفيلم بهذه الطريقة نقطة كانت ستصب فى مصلحته بالتأكيد و تحوله إلى أحد كلاسيكيات
الفيلم النوار ، عنصر التشويق و الإثارة مُفتقد إلى حد بعيد فى إيقاع الفيلم حتى الموسيقى
التصويرية لم تكن بتلك الحيوية المطلوبة في هذه الأفلام ، الحبكة لا غبار عليها ، المشهد
الافتتاحي قوى ، تشابك السياسة بالمصالح الشخصية يحدث بتمهيد و تصاعد ممتاز ، لكن بصرياً
يفتقد الفيلم تلك البهارات النوارية المميزة ، و الإيقاع يفتقد تدفقاً و تشويقاً .
المميز
جداً بالفيلم هو الطريقة التي ربط بها السياسة بالأحداث و كيفية تداخلها مع حدوث الجريمة
و دوافعها و التتابعات التي نتجت عن ذلك و فكرة أن ضحاياها لا ذنب لهم فيما يحدث ؛
الابن المحب للحياة لا ذنب مباشر له في تهديد مستقبل أبيه السياسى ، "سنيب" الأخت
التي بطيشها و اندفاعها للحب تشكل تهديداً لمصالح أخيها ، "جيف" الحارس
القوى هو مجرد أداة تم التلاعب بها لتحقيق مصالح شخصية بحتة لمن يستغلونه ، الخسارة
في النهاية تقع على هؤلاء ممن لا ذنب لهم حتى مع الإيقاع بمن ارتكب الجريمة .
سيناريو
قوى كان بحاجة إلى شغل بصرى يزيد من حدة مفاصله الأساسية من جريمة و عنف و جنس و إيقاعاً
يرفع وتيرة التشويق و تشابك ملابسات الجريمة مع مصالح السياسة .
0 التعليقات :
إرسال تعليق