السبت، 5 يوليو 2014

Million Dollar Baby

كتب : محمد السجيني

التقييم : 5/5

بطولة : كلينت إيستوود ، هيلاري سوانك ، مورغان فريمان
إخراج : كلينت إيستوود (2004)

من بين كُل مُخرجي السينما الأمريكيّة ، لا يُوجد مثل ايستوود في تقديمه لـ "الوَحشة" علي الشاشة !

يحكي الفيلم قصّة ماغي فيتزجيرالد الإنسانة الفقيرة التي عَاشت سنواتها الإحدى و الثلاثين على هامش الحياة نادلة ً في مطعم وضيع ، وداخلها حُلم أن تصبح مُلاكمة محترفة ، حلم غريب و لا يراه أحد سواها ، فتجمع عزيمتها في أحد الأيام و تنجح بعد محاولات شاقة في إقناع المدرب الخبير فرانكي دن بتدريبها ، لتبدأ شق طريقها نحو اللقب العالمي بسرعة و كفاءة نتيجة المهارة العالية التي تمكنها من الإطاحة بمنافساتها في الجولة الأولى غالبا ً ، و بينما تنحى الأحداث نحو المثالية و أثناء خوضها النزال الحاسم أمام بطلة العالم الملقبة بالدب الأزرق ، تسقط ماغي مُصابة بضربة غادرة من منافستها الشرسة , و تفقد على إثرها الوعي ، وتتطوّر الاحداث .

الفيلم الخَامس والعشرون في مَسيرة المخرج كلينت ايستوود هو فيلم عظيم ، يبحث فيه - وبكل الشاعرية المُمكنة - رحلة عن الامل والانكسار داخل نفوس مُتعبة طال بها الطريق ، وكعادة الرجُل لا يلتزم بالصنف الذي يقدّمه اطلاقاً ، الرجُل هنا لم يقدّم فيلما رياضيّاً عن المُلاكمة ، مثلما لم يقدّم فيلم ويسترن في 1992 او فيلم جريمة في 2003 ومثلما لم يقدّم فيلماً حربياً في 2006 بعد حصوله علي اوسكار افضل فيلم ومخرج عن هذا الفيلم .

يروقني هذا الرجُل في جُزئيّة مزج "العلاقات" بين الأبطال مع "الاطار" العام للنص ، هذا الرجُل عبقري عبقري عبقري في رسم حدود المآساة و الهروب من فخ الافتعال والسذاجة ، في جَعل المُشاهد جُزء لا يتجزّأ من عمله ، فعلى وتر انساني رقيق ، يلعب ايستوود مقطوعة عظيمة ويرسم علاقة لا تتكرر بين ماجي و فرانك ، مُلاكمة مبتدئة فقدت والدها ومُدرّب عجوز يفقد ابنته ، كلاهما يجد ما ينقصه في الآخر ، علاقة تبدو صعبة التنفيذ علي الورق لكن ايستوود ينجح في القاءنا داخلها وليس فقط كمشاهدين ، ينجح بنفس رجُل عجوز بلغ من العُمر عتيّاً واصبح علي شفا حُفرة من الموت ، ولم يعُد يخشي أي شيء تأتي الموسيقي العظيمة التي ألّفها بنفسه في أكثر اللحظات إحراجا ً و إثارة للمشاعر ، و ترتفع بحُزن كبير في نهاية الفيلم مع شارة الختام كأنها ترسخ المأساة في نفس المتلقي أكثر و أكثر .

فتاة المليون دولار ليس فيلماً عن المُلاكمَة بقدر ما هو قصّة رجُل عجوز بينه وبين الموت خطوَات ، أرهقته الوحدة ، ويبحث عن سلامه النفسي في آخر ايّامه ، في رأيي الشخصي ، هذا هو اعظم افلام هوليوود الالفيّة .



0 التعليقات :

إرسال تعليق

Flag Counter