كتب : خالد إبراهيم
التقييم : 4/5
بطولة : أتيلا أورياو ،
ماريا ريبيرو
إخراج : نيلسون بريرا دوس
سانتوس (1963)
من
حق كل شخص أن يختبر البؤس على الأقل و لو لمرة في حياته ، هذا الفيلم كفيلٌ بتلك
التجربة.
الفيلم
– المذهِل بصرياً – لا يعرض البؤس والفقر وقلة الحيلة فقط ولكنه يجعلك جزء منها ،
فتشعر بحرارة الشمس تحرق بشرتك وتؤلم رأسك وتشعر بألم قدم حافية من السير على
الحصى والجوع ، الكثير من الألم ، عنوان الفيلم "حيوات قاحلة"
ليس للتمويه إذاً .
عائلة
تعسة مكونة من أب وأم وولدين ويصاحبهم كلبتهم ، عائلة تبحث عن حياة أفضل فلا تجدها
، يعمل الأب في تربية المواشي للغير ولكن الطبيعة لن تتركه .
العديد
من الطبقات والمناقشات لا تأخذ شكلها شفهياً داخل الحوار البسيط ، لكن في إطار
صورة شعرية جافة وخلابة كمزيج شعر الجاهلية ، أسئلة وجودية وإيمانية مغلَّفة
ببراءة طفولية ترى الأب إنعكاساً لقدرة لامتناهية لا تنكسر ، لكنه سيفعل .
يتساءل
الطفل عن الجحيم ، لا يجيب الأب وتجيب الأم بصورة نمطية ضبابية لا تعرف عنها شيئاً
، فيسألها الطفل إن كانت ذهبت إلى الجحيم من قبل فتغضب منه ، تلك سخرية الفيلم
السوداء من الجحيم المتخيَّل الذي ينتظرها في السماء كأنها لم تنل كفايتها منه على
الأرض ، الطفل الذكي العنيد يبدأ بتعريف الجحيم كإنعكاس لحياته و ليس كصورة غيبية
فهم يمرون بكل دوائر الجحيم دون ارتكاب خطيئة .
في
المقابل نري بصورة موجزة من يمتص دماء هؤلاء الفقراء ، حيث يعيش مبتعداً قليلاً عن
جهامة الطبيعة ، و لديه الكافي ليعلم بنته دروس الكمان ، فيحتكر الحياة والفن
مثلما احتكر الأرض والسماء ، أيضاً نرى علاقة السلطة بالفقر ، كيف تقتات منه و به .
الصورة
عالية التباين لمصور من مدرسة (هنري كارتييه بريسون) – رائد التصوير الصحفي ورصد الشارع –،
صورة تشعرك بالجمود والجفاف ، وجوه وطبيعة من صخر ، القسوة داخل الناس وخارجهم،
صورة داكنة لا يتم تعويضها بضوء بديل ليعكس سوداوية الوضع العام وقتامة حياة
العائلة الفقيرة ، صورة غير مصفَّاة لتنقل الحياة دون زيف ، يقتل (دوس سانتوس)
الأمل بتلك القتامة متحدياً شمس البرازيل الساطعة التي تمنح الألم وليس الأمل .
يبدأ
الفيلم وينتهي بصوت غير محبب شبيه بنفير "الفوفوزيلا"
ليشعرك من البداية بعدم الراحة ، (تاركوفيسكي) يسخر بقوله أن بداية الفيلم لابد أن تكون بطيئة
ومملة حتى يستطيع أن ينسحب من دخل قاعة السينما بالخطأ ، في حالتنا تلك البداية
معذِّبة .
الفيلم
مهم جداً ثقافياً وسينمائياً ، حيث يُعتبر حجر الزاوية في الحركة السينمائية
الجديدة في البرازيل ، نجده متأثراً بملامح أفلام عظيمة سبقته ، كفقر وقلة حيلة Song of the Little
Road لساتياجيت راي،
جفاء Los Olvidados لبونويل ، أسلوب الواقعية الإيطالية خاصة The Bicycle Thieves لدي سيكا ،
يأس وبؤس The Grapes of Wrath لجون فورد ،
وإن كان البؤس هنا مضاعف ولا متنفس لثورة .
السلام عليكم .كنت أبحث عن الرائعة البرازيلية VIDAS SECAS 1963 وقد حاولت جاهدا العثور على نسخة ولو إنجليزية للفلم لكن كل الروابط المتوفرة كانت تؤدى للتورنت الذى لا تتحمله سرعة النت عندى حتى وجدت نسخة أصلية على اليوتيوب -للأسف- ناطقة باللغة البرتغالية التى لا أفقه منها ولو كلمة واحدة- ولا فخر- غير أن إصرارى على مشاهدة تلك التحفة الفنية دفعنى لمشاهدة الفلم كأصم -مع الاعتذار- وقد أبليت حسنا مع الفلم غير أن هناك ثلاث نقاط أساسية لا أستطيع أن أجزم بفهمها الأولى :- لماذا قتل الكلب ؟ وكان تخمينى أنه ربما أصيب بداء متفش بين أبقار المزرعة التى كانت تضم العائلة ومن باب رصاصة الرحمة قتله سيده . النقطة الثانية :- ما فحوى الحوار الذى دار بين الزوجين بعد قتل الكلب ؟ النقطة الثالثة وأعتذر للإطالة ...مامعنى تلك الجملة المنسوبة لمؤلف الرواية Graciliano Ramos التى تظهر على الشاشة قبل كلمة النهاية بلحظات ....شكرا جزيلا ...أنتظر إيضاحكم الكريم بفارغ الصبر خاصة عن السبب فى قتل الكلب.
ردحذفتحياتي لإصرارك، الفيلم جميل ويستحق، بالنسبة لنقاطك الثلاثة:
حذف1- الكلبة كانت مريضة ولا فائدة منها، حيث إنهم كانوا يستخدموها في القنص، وقد تنقل المرض إلى الأطفال.
2- حوار بائس عن الحلم بمستقبل أفضل.
3- "الصحراء ستستمر باسطة نفوذها، لتبقي أناس بسيطة مثل فابيانو وفيتوريا والطفلين بعيداً عن المدينة."
بالمناسبة (دوس سانتوس) سمح بقتل الكلب فعلاً مما تسبب في مشكلة له في (كان)، فاصطحب بديلاً للكلب من البرازيل حتي يقنع المعترضين بأنه لم يقتله لكن افتضح أمر المخرج في النهاية، الفيلم مترجم للغة العربية على موقع subscene.
السلام عليكم تحياتى لردك السريع ومراجعتك الممتازة ولا أخفى حزنى البالغ لمعرفتى أن الكلب قتل حقيقة من أجل مشهد سينمائى كان من الممكن جدا التحايل عليه ....على أية حال ...شكرا لكم جميعا ....جزاك الله خيرا.
ردحذفالبعض يفضلها واقعية .. أحياناً بتطرف، الشكر لك زياد.
حذفهذه وحشية من مخرج (مبدع) ....ولن أسامحه ما حييت....وعزائى الوحيد أن بيليا Baleia -الكلب - سيعيش ألف عمر وعمر فى مع كل مرة يشاهد فيها الفلم ...فى عقول وأرواح كل من أحبوه لأنه فى تقديرى كان البطل الحقيقى للفلم ...وربما يتبدى ذلك من خلال اسمه الذى عرفت أنه يعنى ( حوت) فى البرتغالية ...لاحظ ( حوت) وسط الجفاف والصحراء والحياة القاحلة ....ماهى فرصته فى الحياة ...بوركت روح بيليا Baleia أينما هى الآن وشكرا لك أخى الكريم جدا....تحياتى .
ردحذفما وجدته مهماً هو المحافظة على بقايا الآدمية التي تجعلنا نكترث لأن الواقع أكثر وحشية بكثير، بالمناسبة هناك فصل من الرواية المقتبس منها الفيلم من وجهة نظر الكلب، ولكن طبعاً شبه مستحيل تنفيذ ذلك سينمائياً.
حذفمهما كان الواقع قاسيا وعنيفا فلا يوجد مبرر معقول واحد لسحق البراءة وانتهاك الكائنات الأضعف تحت أى مسمى ...لسنا مجبرين على أن نكون جلادينا ففضيلة الإنسان الكبرى التى تجعله أرفع درجة من الملاك هو قدرته على الصمود فى وجه الاختبار.....واسمح لى يا صديقى العزيز أن أطمع فى كرمك أكثر وتدلنى على سبيل للحصول على الرواية المأخوذ عنها الفلم ( حياة قاحلة)....سأكون أكثر من ممتن إذا ساعدتنى فى الحصول على هذه الدرة الفريدة...أنا فى انتظارك ...تحياتى.
ردحذفالرواية - التي لم أقرأها - موجودة باللغة الإنجليزية
ردحذفhttp://bookdirectory.net/wp-content/themes/wegraphics_bello/book_pdf.php
استمتع
أشكر لك جهودك النبيلة معى ولكننى جربت الرابط ولم أستطع التعامل معه والغريب أننى حملت الرواية من أحد المواقع فى هيئة ملف مضغوط وبعد فك ضغطه وجدت ملفا مضغوطا ثانيا وعندما حاولت فكه طالبنى بكلمة سر ملحقة به مع ملف وورد فأدخلتها فى خانتها ثم ضغطت ok لكنه رفض إتمام االفك ...على أية حال ..أنا الآن راض ومكتف بمشاهدة الفلم وفى انتظار أن تكون الطريق إلى نصه الأصلى أكثر وضوحا ومتسائلا أخيرا كيف فات جهابذة الترجمة عندنا وكل تلك الأسماء الكبيرة ترجمة هذه الرواية المتميزة ....شكرا لك كثيرا وأختم بهذا الرابط الذى وجدت عليه الرواية المضغوطة غير أننى لم أوفق فى فكها الرابط http://bookdirectory.net/?p=61163 .
ردحذف