الثلاثاء، 22 أبريل 2014

The Secret Life of Walter Mitty

كتب : أحمد أبو السعود

التقييم : 3/5

بطولة : بن ستيلر ، كريستن ويج
إخراج : بن ستيلر (2013)

فى أحد أحلام يقظته يتخيل والتر ميتى أنه يعيش حكاية بنجامين بوتون ، الحلم نفسه كوميدى ، فهل كان سخريةً من فيلم دايفيد فينشر الشهير أم إهداءاً له ؟؟!

فلنفجر مجموعة أخرى من الأسئلة ؛ هل كان سيختل إيقاع الفيلم لو زادت الأحلام حلماً أو اثنين أو حذفنا حلماً أو حلمين ؟ ، هل كانت حياة والتر ميتى الحقيقية تستدعى منه أن يعيش حالةً مستعصيةً من أحلام اليقظة ؟ ، و هل كانت تلك الأحلام ذات دافع قويٍ للأحداث أو حتى اضافت لها لمسةً سحريةً ؟ ، و لماذا لم يذهب إلى الفضاء في أحد تلك الأحلام ؟ ، حسناً ، السؤال الأخير سفسطائى فلنسحبه ! ، هل كان الشكل البصرى لتلك الأحلام مختلفاً حتى و إن كان اختلافاً بسيطاً جداً عن المشاهد الواقعية فى الفيلم ؟ هل كان كل ما ينتظر والتر ميتي كي يقوم بمغامرته الكبيرة هو ضياع نيجاتيف الصورة الـ 25 ؟ أم كان للحب يدٌ في ذلك ؟

فلنكتفي بالأسئلة ، يمارس بين ستيلر هنا ألاعيب إخراجية كثيرة ؛ باليتة ألوان من الأزرق و الأحمر ، تصوير أنيق بكل ما فى الكلمة من معنى ، كادرات طبيعية مدهشة تصلح خلفيات جذابة لجهاز اللاب توب ، زوايا تصوير مبتكرة ، إضاءة جميلة ، ألاعيب مونتاجية محكمة ، مؤثرات بصرية مُتقنة ، لكن محاولة ربط إجابات تلك الأسئلة مع ألاعيب بين ستيلر المخرج لا توصلنا في النهاية لنتيجةٍ مُرضية ، لم يحاول أن يخلق فاصلاً واضحاً بين ما يتخيله والتر ميتى و بين ما يعيشه ، الفيلم كله يسير على وتيرةٍ أنيقةٍ واحدة بطريقة لا تخدم فى النهاية مع ما يريد أن يقوله ، و الافتراض الجدلي بفكرة أن الفيلم يعطي في عمقه أملاً لكل شخص يحلم بما هو أفضل هو افتراض يقودني للتسليم بسذاجة الافتراض من أساسه ، فلا الحياة التى يعيشها والتر ميتي كانت جافة كفاية و لا الأحلام التي كان يتخيلها كانت ساحرة كفاية و لا المغامرة التي قام بها كانت مثيرة و متماشية مع طبيعة الشخصية كفاية ، لذلك سأسأل ثانية هل من المنطقي التعامل مع الفيلم بتلك النظرة النقدية المتعالية ؟ أم نكتفى بالحالة التي يقدمها الفيلم و التي من المفترض أنها حالة مُبتكرة و لذيذة ؟ و نُسلم بجمال المشهد الذى يظهر فيه شون بين و تفسيره لعدم تصويره للمشهد الذى طالما انتظر التقاطه ؟ ، و بمناسبة هذا المشهد ، هل كان هو المشهد الذى غيّر تفكير والتر ميتي أم التجربة بأكملها هي من فعلت ؟ و بمناسبة التجربة بأكملها ، هل كانت التجربة ذات منحنى تصاعدي يسمح للشخصية بأن تتطور انفعالاتها و بالتالي تتطور انفعالات بين ستيلر الممثل ؟ و لو افترضنا أن التجربة و بالتالي الشخصية كان لها تصاعدات درامية واضحة فهل كان حينها باستطاعة بين ستيلر الممثل أن يتصدر لتلك التطورات ؟

الغريب أن ما يجعل الفيلم مًشتتاً و مفتقراً لأسلوب واضح و قوى هو ما جعل الفيلم فى نفس الوقت قابلاً للمشاهدة و مُمتعاً فى بعض لحظاته ، لكن ليس أكثر من ذلك "قابلاً للمشاهدة و مُمتعاً فى بعض لحظاته" ، الصورة الأنيقة ستطاردك فى كل مكان و الألوان مُريحة للعين و مُبهجة ، و عدم وجود تصاعدات درامية و سير الفيلم تقريباً على خطٍ نفسيٍ واحد كما أوقعت الفيلم فى فخ السطحية و الإدعاء فهى أنقذته من صخب دراميٍ يقع فيه الكثير في مثل تلك النوعية من الأفلام فكان الإيقاع هادئاً و سلساً ، و صحيح أن نصف الفيلم الأول بدا مترهلاً على الرغم من مشهده الافتتاحي الجميل إلا أن الأمور تحسنت إلى حدٍ ما في النصف الثاني من الفيلم .

بين ستيلر المخرج قد يكون أفضل كثيراً من بين ستيلر الممثل ، و هو مخرج يقدم روحاً مختلفة و يستطيع إلى حد ما مواكبة أحداث و تطورات السيناريو إن وُجدت و لكنه كممثل خطي أكثر من اللازم و لا يتطور أبداً و الأهم أنه يفتقد للحضور و الكاريزما المطلوبة في كل الأدوار التى يقدمها .

في النهاية ليس عيباً في وقتنا الحالي تقديم أفلام تحمل رسائل من نوعية : التمسك بالحلم و التغيير .. الخ ، لكنها في النهاية تحتاج إلى أسلوبٍ قويٍ يستوعب التركيبة النفسية للبشر في وقتنا الحالي و يقدمها بصورة بسيطة و جذابة .

0 التعليقات :

إرسال تعليق

Flag Counter