الأربعاء، 5 مارس 2014

Belle de Jour

كتب : خالد إبراهيم

التقييم : 4.5/5

بطولة : كاترين دينيف ، ميشيل بيكولي
إخراج : لويس بونويل (1967)

"لحسن الحظ في مكان ما بين الصدفة والغموض يكْمُن الخيال ، وهو الشيء الوحيد الذي يحمي حريتنا ، بالرغم من أن الناس تحاول أن تقلل منه أو تقضي عليه نهائياً" –  بونويل

"بونويل" الملقب بالسوط على البرجوازية ، زميل وصديق "دالي" و"لوركا" ، أهم سريالي عرفته السينما وتأثر به مخرجين عظام جاءوا بعده ، وهو أعظم المخرجين عند "هيتشكوك" ، وهو الذي لن يشمئز من أي شيء أكثر من فوزه بالأوسكار !

لم يكن "بونويل" صاحب أسلوب واحد ولكنه كان متنوع للغاية حتى أن "بيرجمان" قال عنه : "بونويل بالكاد صنع أفلام مشابهة لبونويل !" ، بحيث أن من يشاهد (كلب أندلسي) - (المنسيون) - (سحر البرجوازية الخفي) سيندهش أنهم لنفس المخرج ، لكن المشترك في أعماله أنه لم ينس قط أن يرينا أحلامه .

في أول أفلام "بونويل" الملونة نجد (سيفرين) "كاترين دينيف" زوجة برجوازية مازوخية لطبيب شاب وسيم ، ولكنها ملول من حياتها معه فتحاول كسر الملل بأحلام يقظة مثيرة ، تعرف (سيفرين) أن هناك بيت دعارة راقي وحصري لربات البيوت اللواتي يسعين لتحقيق مكسب مادي خلال عمل أزواجهن نهاراً ، فتقرر خوض التجربة الغنية !

ربما يكون أعظم أفلام الإثارة (الحسية والجنسية) قاطبة حيث أنه لم يتناولها بالسطحية المعتادة ولكن بعمق وتفهُّم مدهش لنفسية الإنسان وحبه للغموض ، "بونويل" غالباً ما يُضمِّن الحرمان الجنسي في أعماله ، لكنه هنا يُضمِّن الحرمان من الإثارة نفسها ، هو فيلم عن الفانتازيا ، عن بعض المازوخية ، عن الـ Fetishes  وليس عن الحب !

جدير بالذكر المشهد الرائع حيث ترغب مديرة بيت الدعارة أن تتعلم (سيفرين) واجباتها عن طريق النظر خلال فتحة في الحائط إلى الغرفة المجاورة ، تنظر بالفعل فتُصْدَم ولكنها تبتعد وتقول "هذا مقزز !" ، ثم تعاود النظر مجدداً ! ، مشهد آخر حيث يطلب أحد رواد البيت استخدام شيء ما موجود في صندوق يحمله ، ترفض إحدى العاهرات ذلك بشدة في حين توافق (سيفرين) ، المهم أننا لن نعرف أبداً ما كان في الصندوق !

(زنبقة النهار) يعرض الحياة المزدوجة لبطلته ومجتمعه ، ينتقل بين الصور في الوعى و اللاوعي حتى لا تستطيع التفرقة لكن "بونويل" يترك لك حرية الاختيار ، وهو أيضاً – كما عهدنا "بونويل" – عن فقء عين البرجوازية .

"كاترين" عانت كثيراً مع "بونويل" وأحست أنه يسيء التعامل معها عمداً ، وهذا ليس بغريب فسمعته مع الممثلين ليست بالجيدة ، لكنه لم يمنعها من العمل معه مجدداً في (تريستانا) ، أناقة ووقاحة "كاترين" في الفيلم تعود إلى المصمم الفرنسي "سان لوران".

"هذا الفيلم هو أكثر أفلامي نجاحاً تجارياً ، وأعزو ذلك إلى العاهرات الرائعات أكثر من إخراجي !" – بونويل


0 التعليقات :

إرسال تعليق

Flag Counter